حذّر الاخوان المسلمون في مصر أمس السلطة العسكرية من الدخول في «مواجهة مع الشعب»، إذا لم يتم إعلان فوز مرشحهم الرئاسي محمد مرسي، لكنهم استبعدوا احتمال الحرب الأهلية على النمط الجزائري معلنين في نفس الوقت تنفيذ اعتصام جماهيري مفتوح في ميدان التحرير. في تصريح نشره موقع الاخوان أمس حذّر عضو مكتب ارشاد الجماعة محمود غزلان من «مواجهة بين الجيش والشعب إذا ما أعلن فوز شفيق» وأكد غزلان، أن إصرار حملة شفيق على القول بأنه فاز يوضح النوايا السيئة للمجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات على حدّ حكمه. ولاحظ قادة الاخوان أن الأرقام التي نشروها وتؤكد تقدم مرسي مأخوذة من محاضر الفرز ومسجلة بشكل رسمي.
وضع خطير
ويتهم الاخوان المسلمون المجلس العسكري واللجنة الانتخابية بالسعي الى تزوير النتائج الحاصلة والمسجلة في المحاضر. وحول الوضع السياسي الحرج والخطير في مصر قال محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب «الدستور» والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذريّة أمس إن مصر على وشك الانفجار.
وأكد خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان المسلمين في تصريحات صحفية نشرت أمس في باريس ان الاستقرار في مصر يوجد حاليا على المحك والوضع الحالي معقد ومربك.
وقال الشاطر لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الأرقام التي حصل عليها ممثلو الاخوان في مراكز الاقتراع والقضاة الذين راقبوا الانتخابات يؤكدون تقدم محمد مرسي بنحو مليون صوت معتبرا ان حملة الشائعات والأخبار الكاذبة حول فوز الفريق شفيق تمهد الطريق لتزوير النتائج لصالح شفيق وان الشائعات حول صحة مبارك تسير في هذا الاتجاه أيضا.
ويذكّر احتمال الحديث عن تزوير في الانتخابات المصرية بالسيناريو الذي شهدته الجزائر في التسعينات وأدى الى انفجار حرب أهلية استمرت لعقد كامل. لكن سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب (المنحل) استبعد مساء أمس الأول احتمال اندلاع حرب أهلية في مصر على النمط الجزائري.
ولاحظ الكتاتني أن معارضي الحكم العسكري الذي وضع قواعد سياسية تبقيه في السلطة لسنوات لا يملكون أسلحة ولا يملكون إلا الوسائل القانونية والشعبية. وأوضح أن «الشعب المصري غير مسلح... نناضل نضالا قانونيا عبر المؤسسات القانونية ونضالا شعبيا عبر الضغط الشعبي في الميادين. (اعتصام مفتوح). وكما الشاطر وغزلان أكد الكتاتني أنه لا يوجد أي شك في أن مرسي كسب الانتخابات الرئاسية... ويشارك الكتاتني في هذه «القناعة» الآلاف من أنصار تيار الاسلام السياسي (إخوان وسلفيون) الذين بدؤوا أمس اعتصاما مفتوحا في ميدان التحرير بالقاهرة.
وأكد قادة الحركة الاحتجاجية الجديدة أنهم لن يرفعوا الاعتصام إلاّ بدعوة من الرئيس المنتخب محمد مرسي. وعلى هامش الاعتصام المفتوح يشهد ميدان التحرير اليوم مظاهرة مليونية للدفاع عن الشرعية، أي عن شرعية فوز مرسي. وبينما كان المتظاهرون يلتحقون منذ فجر أمس بميدان التحرير كثف الجيش المصري من تواجد جنوده وآلياته في محاور الطرقات وأمام المباني الحكومية والمواقع الحساسة.