ماذا أعدّت حركة «النهضة» لعقد مؤتمرها التاسع، في النصف الأول من جويلية المقبل؟ ما هي أهم الملفات والأسئلة التي سيجيب عنها المؤتمر؟ إلى من ستؤول رئاسة الحركة؟ وأية تداعيات للمؤتمر على المشهد السياسي؟ بعد إتمام انعقاد 261 مؤتمرا محليا في كامل جهات الجمهورية ومناقشة اللائحة العامة وانتخاب المؤتمرين، تنظر اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر التاسع لحركة النهضة، وبالتحديد لجنة الانتخابات في الطعون المقدمة، وذلك في أجل أقصاه اليوم الجمعة 25 ماي.
كما شرعت اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر في الإعداد للمؤتمرات الجهوية والتي ستعقد يومي 2 و 3 جوان القادم، وهي مؤتمرات تشمل كل ولايات الجمهورية، إلى جانب مؤتمر الطلبة والمؤتمر القطاعي والمؤتمر المركزي ومؤتمر المهجر ومؤتمر كتلة التأسيسي وأعضاء الحكومة.
وستتم، خلال هذه المؤتمرات، مناقشة مشاريع اللوائح التي قامت لجنة إعداد اللوائح بصياغتها وهي اللائحة العامة واللائحة السياسية، واللائحة الاجتماعية واللائحة الداخلية. وسيبلغ العدد الجملي للمؤتمرين في المؤتمر التاسع للحركة 1103 مؤتمر حسب ما أكّده رئيس لجنة إعداد المؤتمر رياض الشعيبي.
وبدأت ملامح عقد المؤتمر تتّضح وإن لم يتمّ الحسم في مكان احتضانه، حيث سيكون هناك حفل افتتاح ضخم بحضور عدد كبير من ضيوف الشرف من خارج تونس سيتوجهون بكلمات إلى المؤتمرين في اليوم الأول.
واعتبر الشعيبي أنّ «المؤتمر سيكون تاريخيا بكل المقاييس، ونحن نريد أن نجعل منه مرحلة سياسية فارقة بين انتخابات 23 أكتوبر والمصادقة على الدستور الجديد، حتّى نؤكّد البعد الجديد الذي اتخذته حركة النهضة».
وأشار الشعيبي إلى ثلاثة ملفات رئيسية ستكون على جدول أعمال المؤتمر وهي «خيارات الحركة الأساسية داخل المجلس التأسيسي، وعمل الحكومة والاستعدادات للمواعيد الانتخابية القادمة، وهي مسائل رئيسية تتطلّب نقاشات معمّقة».
وأضاف الشعيبي أنّ المؤتمر سيواجه أيضا تحدّيات أخرى كبرى وخاصة نقاش مشاريع اللوائح وانتخاب الهيئات القيادية الجديدة، مشيرا إلى أنّ الحركة ستقوم بعملية تقييم ونقد ذاتي دقيق لمسارها خاصة أنّ الوقت قد حان لذلك وثقل المسؤوليات قد يصعّب المهمة إذا ما تمّ تأجيل هذه العملية».
وبخصوص اللوائح قال الشعيبي إنّه تم ضبط أربع لوائح للنقاش وهي «اللائحة السياسية التي تغطّي مجمل الخيارات السياسية والاقتصادية ورؤيتنا للمجتمع المدني والنقابات والإعلام وغيرها، واللائحة الاجتماعية التي تتمحور حول إصلاح التعليم والمسألة الدينية والظاهرة السلفية والمرأة والشباب وغير ذلك، واللائحة الداخلية للحزب وتهمّ النظام الداخلي للحزب والهيكلة والعلاقات مع مختلف الهيئات والمكونات، أمّا اللائحة الرابعة فهي اللائحة العامة التي تهمّ خياراتنا الاستراتيجية ورؤيتنا للسلطة ولطريقة إدارة المشروع المجتمعي».
وأشار القيادي في «النهضة» إلى أنّ هناك آراء مختلفة ومتعدّدة بين منخرطي الحركة بخصوص التوجهات العامة وفقا لما أفرزته المؤتمرات المحلية والاجتماعات على مستوى مجموعات العمل التي تشكّلت لإعداد مشاريع اللوائح، مؤكّدا أنّ الخيار العام الذي يتفق عليه الجميع هو بناء حزب وطني لا مجموعة تتبنّى إيديولوجيا معيّنة، وأنّ الدكتاتورية خلّفت فراغا سياسيا كبيرا والحزب الذي سيتمكّن من جمع أكبر عدد ممكن من التونسيين حوله ومن ملء الفراغ سيكون أقدر على إدارة البلاد».