أعادت ثورة الكرامة والعزة ببلادنا للعديد من المواطنين الذين عانوا الظلم والقهر والنفي خلال العهد البائد حقهم في ممارسة نشاطهم السياسي والمدني ولكن كثيرا ما نصطدم أمام واقع اجتماعي مرير من ذلك ما تعرضت له عاملتان بالمستشفى المحلي بوذرف فهل يعقل أن تمضي نزهه بنت الهادي سالم وبيه بنت علي الناصر 22 سنة في تقديم واجبهما المهني دون أن تمكنهما الوزارة المعنية من الترسيم. فقد باشرتا عملهما بهذه المؤسسة الإستشفائية في شهر أوت 1990 عن طريق الحضيرة الجهوية بقابس وإلى يومنا هذا مازالتا تلهثان وراء بصيص أمل لعلهما تحصلان على الترسيم قبل أن يتقدم بهما العمر ويتم الإستغناء عنهما نهائيا.وتذكر بيه الناصر أنها تعاني ظروفا قاسية من الفاقة والفقر والعوز وهي تعد العائل الوحيد لعائلتها المتكونة من ثلاثة أفراد منهما معاقان.وعبرتا لنا عن إحباطهما الشديد نظرا لعملهما لأكثر من عشرين سنة في خدمة المؤسسة الإستشفائية فرغم مكاتبة السلط الجهوية عديد المرات إلا أنهما لم يتصلا برد شاف. وتأمل «بيه» و»نزهه» في أن تنظر وزارة الصحة العمومية إلى وضعيتهما بعين الرحمة والرعاية ودراسة مطلبهما بتسوية مشكلتهما الإدارية والمالية وهما تتطلعان إلى ضرورة إنصافهما ومساواتهما مع بقية زميلاتهما في قرار الترسيم.