عماد عياد شاب يبلغ من العمر ثلاثة عقود ونيف يشكو من اعاقة عضوية ومتمثلة في يد مبتورة جراء انفجار لغم في سن الصبا ورغم مطالبته في العهد السابق وحتى الان بالوثائق التي تثبت ذلك الا انه لم ينلها.
الشاب عماد عياد قدم الى مكتبنا ليروي لنا مأساته اذ يعود بالذكريات الى فترة صباه وبالتحديد في سنة 1979 لما خرج يلهو بمفرده في البراري حيث عثر على لغم مضاد للأشخاص وظل يلهو به دون ان يعلم ان تلك اللعبة ستحول حياته الى مأساة في ما بعد حمل الطفل عماد اللغم ووضعه على صخرة ولما ضغط عليه انفجر ليبتر له اصبعين ويحوله الى معاق وقد تم نقله في تلك الفترة الى سليانةالمدينة للتداوي ومن ثمة تم حمله الى المستشفى الجهوي بولاية الكاف.
وقد ظل والده السيد المولدي بن عياد يطالب بالتعويضات لكن لم ينل مراده ونفس المصير وجده عماد لما كبر اذ ظلت كل الابواب موصدة ومن المفارقات العجيبة انه وبعد التثبت علم عماد ان اللغم هو من مخالفات الاستعمار الفرنسي حينها حول وجهته ليطالب الحكومة الفرنسية بالتعويضات واتصل بالسفارة الفرنسية وقد وجد كل التفهم ووعده المسؤولون في السفارة بتحقيق مطلبه ومده بالتعويضات اللازمة حينها عاد الامل الى الشاب عماد وشرع يحلم بغد افضل ليتصل بالمستشفى الجهوي بسليانة قصد الحصول على ملفه الطبي فلم يجد سوى البعض منه، ولما توجه الى وزارة الداخلية للحصول على اذن معاينة من قبل طبيب حتى يتحصل منه على شهادة طبية تثبت ان الاعاقة كانت نتيجة انفجار لغم مضاد للاشخاص, لم يتسن له ذلك ليخبره المعنيون بالامر ان الاذن يستطيع الحصول عليه من قبل وزارة الدفاع.
يواصل الشاب عماد سرد معاناته فقد وجد نفس الاجابة والمتمثل في حصوله على اذن من وزارة الداخلية وظل يتردد على الوزارتين دون الحصول على فائدة تذكر. مفارقات عجيبة وغريبة يعيشها محدثنا فالحكومة الفرنسية وعدته بمده بالتعويضات من خلال السفارة الفرنسية في تونس لكن الهياكل المعنية في حكومتنا لم يجد عندها الاجوبة الكافية والشافية ليظل في حالة احباط مطولة.
يقول عماد ان المعاناة تحولت الى ماساة ففي كفالته عائلة وابن هو في حاجة الى رعاية في حين انه لم يعد قادرا على العمل في حضائر البناء كما ان الاوجاع اضحت تلازمه بشكل يومي والفقر بدأ يطرق الابواب.
ويختم الشاب عماد حديثه بانه فرح بقدوم الثورة التي ستحقق له ماربه وامله كل الامل ان تتحقق مطالبه وان تلتف اليه الحكومة لتسهل له عملية مطالبة الحكومة الفرنسية للحصول على التعويضات التي يكاد ان يلفها النسيان.