حول ما إن كانت عودة كركر لتونس، وهو آخر إسلامي يصل الى تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011، ستقسم أنصار النهضة بين شق الغنوشي وشق كركر أي بين شق المعتدلين والمتشددين يستبعد المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي هذا الاحتمال فقط لأنّ صالح كركر انتهى بالنسبة إليه. ويقول الجورشي إنّ «الوضع الصحّي لكركر حرج جدّا ممّا يجعله عمليّا غير قادر على أداء دور لا في المشهد السياسي العام ولا داخل حركة النهضة فالمعوقات الصحية تمنعه من ذلك».
وإلى جانب غيابه المادي بسبب حالته الصحّية سيغيب صالح كركر معنويّا يقول صلاح الدين الجورشي «صالح كركر جزء لا يتجزّأ من تاريخ الحركة الاسلاميّة وكان له موقع مهم داخل الحركة وقبلها (مع حركة الاتجاه الاسلامي) وكانت له مساهمات على المستوى التنظيمي ثمّ دخل في خلافات مع القيادة وتحديدا مع رئيسها راشد الغنوشي وهي خلافات لها بعد تنظيمي إذ كان لكركر تصوّر معيّن لتطوير الحركة وهو الذي اعتبر أن الحركة في حاجة لمراجعة فلسفتها السياسية وفي حاجة إلى إعادة النظر في الهيكلة وطالب بحل نفسها كحزب سياسي وأن تتحوّل إلى تيّار فكري».
واضاف الجورشي «كتب كركر مقالات عديدة كانت فيها مراجعات عديدة للحركة». وقال أيضا «أستبعد الحديث عن تيّار ملتف حول صالح كركر ولا أعتقد أن هذه القضيّة، المراجعات، مازالت تُطرح من زاوية نظر كركر لا شكّ أن هناك من تأثّر بكركر لكن الأفكار لم تعد مطروحة على الساحة من وجهة نظر هؤلاء».
من جهة أخرى صرّح نجيب الغربي المسؤول عن الاعلام في حزب حركة النهضة أنّه سيتم تكريم صالح كركر في المؤتمر التاسع للحركة، كما قال عضو المكتب التنفيذي للحركة عبد الحميد الجلاصي ل«الشروق» «مبدئيا لا مانع من قيام كركر بدور ما في المرحلة القادمة من داخل الحركة لكنّ وضعه الصحّي يمنعه من ذلك».