لا أدري لماذا أصبحت «الزغاريد» أكثر من الكسكسي كلما تعلق الأمر باحتراف لاعبينا خارج الحدود. فحديث المليارات الذي يصمّ الآذان خلال الشتاء، يبدأ في التبخّر مع اقتراب الصيف ليتلاشى كليا مع بداية فترة «المركاتو» الصيفي في أوروبا وتتحول تلك الأرقام «الملكية» التي اقترحها السماسرة في نجوم لاعبينا الى مجرد أرقام لا تختلف عن أرقام لعبة «المونوبولي»، والتي لا تعدو أن تكون سوى مجرد ذكرى على أعمدة الصحافة.. فالمركاتو الأوروبي يعرف أوجه حاليا والمليارات تتردد هنا وهناك وقوائم المرغوب فيهم تتناقلها كل وسائل الاعلام ولا أثر لأسماء لاعبينا إلا على قائمة المغادرين، لأتساءل من وراء بيع الأحلام والأوهام خلال الشتاء؟ وبأي هدف «نعبّيو كروشنا بالفارغ»؟ فحال الصفقات عندنا عندما يتعلق الأمر ببيع اللاعبين ينطبق عليه ذلك القول المأثور «تسمع جعجعة ولا ترى طحينا» رغم توفر الطحين بكميات ضخمة.. في المغازات الكبرى.. وللإشارة فقط، كثر الحديث عن صفقات خيالية ليوسف المساكني وعبد النور ونور حضرية وغيرهم، لكن لا شيء تغيّر وأمام هذه الوضعية أتساءل: إذا كان على بعض مسؤولينا أن يتعلّموا إبرام الصفقات والحرفية في إنجازها من حكومتنا الموقرة التي يسجل لها التاريخ أنها قامت ب«مركاتو» من الحجم الثقيل، وفرّطت في المهاجم الليبي البغدادي المحمودي بمبلغ يتجاوز ال100 مليون أورو حسب حديث بعض الكواليس، وهي أكبر صفقة في المركاتو العالمي لهذه الصائفة.. كم أنت كبيرا يا ابن الخضراء.