خلال الأشهر القليلة السابقة كان الحديث عن مرض فيروس انفلونزا الخنازير «AH1 N1» يشغل الناس ويبث فيهم الشعور بالخوف والهلع والذعر حملات توعوية لتحسيس المواطنين بخطورة المرض نظمت، واغلاق لبعض المؤسسات التربوية اتخذت للوقاية من العدوى. لكن لماذا سكت الناس عن الحديث عن هذا المرض؟ وهل تجاوز التونسي دوّامة الخوف منه؟ أم أنه مجرّد لعبة اعلامية لتسويق الأدوية؟ يؤكّد السيد فوزي شنشح على أن الشعور بالخوف من خطورة المرض زال تماما فهي مجرّد سحابة عابرة كما يُقال تجاوزنا تأثيراتها بسلام وقد يكون لارتفاع درجة الحرارة دورا في ذلك. ويوضّح السيد عادل ساسي: «بدأت أنسى مرض انفلونزا الخنازير وأعتقد أنه تم تهويله بشكل كبير حتى تستفيد منه كبرى شركات الأدوية لترويج بضاعتها. وهذا ما يذهب إليه السيد رشيد بكّوري الذي يقول «أعتقد أنه مجرّد لعبة اعلامية من طرف شركات عالمية لتسويق الأدوية ولكسب المليارات من الدولارات ولتحقيق أرباح طائلة وإلا لماذا كل هذا التهويل». ويكشف السيد محمد سلامة «أسمع بالمرض ولم أره، سمعت جعجعة ولم أر طحينا... أعتقد أن خطورة الاصابة بفيروس AH1 N1 محدودة جدا وتوجد أمراض أخرى أشدّ فتكا بالبشرية منه فلماذا يتركّز الحديث عنه دون غيره؟ ولماذا تعمد منظّمة الصحة العالمية الى تخصيص ميزانية كبيرة للتصدّي لمرض انفلونزا الخنازير في حين تتغافل عن أمراض أخرى أكثر خطورة؟». أما السيد حمزة الرياحي فإنه يقول: «التونسيون تجاوزوا حالة الذعر خاصة مع استقرار العوامل المناخية لكن ثمّة شعور بالاستياء من تضخيم خطورة المرض الى حد أن بعض الدول الاوروبية خصّصت مقابر لدفن ضحايا الفيروس». ويتفق كل من التقتهم «الشروق» على أن هذه الحملة الاعلامية الكبيرة وهلع انفلونزا الخنازير كانت بالنسبة إليهم درسا يجب الاتعاظ منه في عدم الانخراط وراء بعض الادعاءات والاشاعات وفي التعامل معها برويّة وعقل.