تعاني العديد من المناطق في سيدي بوزيد من نقص الماء الصالح للشراب او عدم توفره والكل يعرف أن الماء اساس الحياة منطقة سيدي خليف التابعة لمعتمدية اولاد حفوز من ولاية سيدي بوزيد مثلا يعاني سكانها من غياب الماء الصالح للشراب. الأمر ذاته تعيشه منطقة العبابدة من معتمدية السوق الجديد. فمتى ستزاح عنهم المعاناة؟ هذا الوضع يتطلب بالضرورة تدخلا عاجلا لوقف معاناتهم. «الشروق» تحولت إلى عين المكان وحاولت رصد آراء متساكني هذه المناطق فكان النقل التالي: السيد محمد الرقام مواطن من منطقة اولاد سيدي خليف اكد ان الماء الصالح للشراب ويقصد بذلك الحنفيات التابعة للجمعية التنموية لم يصل اليه منذ منتصف شهر رمضان وأن معاناته تزداد يوما بعد يوم مع قدوم فصل الصيف حيث نلجأ إلى شرب المياه التي يحتويها الماجل الذي يبقى دائما هو الملجأ الوحيد امام الوضع في فصل الصيف بالرغم من ان المياه التي يحتويها ليست صالحة للشراب لكن لا خيار لنا . اما السيد صالح بن محمد مواطن من منطقة العرايبية من منطقة اولاد سيدي خليف بين ان المياه التي تشرب ليست نقية ولا صحية باعتبارها تجلب من الابار المخصصة للفلاحة ووغير صالح للشراب مما اثر سلبا على صحتنا . فمعاناة المنطقة كلها تزداد كل سنة خاصة مع قدوم فصل الصيف والارتفاع المشطّ في سعر صهريج الواحد من الماء يتجاوز احيانا 30 دينارا. كما اشار السيد صالح أن المسألة خطيرة باعتبارها تمثل خطرا على صحة كل المواطنين ولها عواقب وخيمة على مستقبل الاجيال القادمة . من جهتها السيدة زهرة بينت ان مثل هذه المعناة تعود عليها الاهالي وأن ما يزيد في معاناتهم قدوم فصل الصيف وامام ارتفاع اسعار صهاريج الماء يجد المواطن نفسه في مواجهة مصاريف اضافية خاصة وان جل المتساكنين لهم مواشي لذلك لا بد من ايجاد حلول جذرية لتحد من معاناة هؤلاء المواطنين. من جانبه السيد وسام حربيط اكد ان جل المواطنين قاموا بتسديد معاليم العدادات ولم نكن نعلم ان هذه الحنفيات ستدخل في اجازة كلية لاسيما في أوقات الدروة (الصيف) مما تجعل اهالي المنطقة يلتجئون إلى مصادر أخرى للتزود بالماء الصالح للشراب ويضطر اغلب السكان لشرب المياه المخصصة للفلاحة . فبالرغم من قربها من القنوات الرئيسية الرابطة بين سبيطلة وصفاقس. هكذا هي معاناة أهالي سيدي خليف في هذه الايام الحارة الا أن أهالي العبابدة اختاروا طريقة اخرى تبدو اكثر مشقة واكثر تأثيرا على الصحة من خلال الاعتماد على الاحمرة لجلب المياه الصالحة للشراب . السيد صلاح محمدي اكد ان الاهالي يعتمدون إلى حد الآن الطرق البدائية لجلب الماء عن طريق الصهاريج المجرورة بالدواب وان رحلة العذاب تنطلق لتتواصل إلى حدود 2 كلم .وبين السيد محمدي ان المياه التي يقع جلبها من الابار تفوق نسبة الملوحة فيها 4 غرامات رغم ان شبكة لدراسات الهندسة الريفية متواجدة. اما السيد يونس محمدي استهل حديثه بقوله (اذا كان الخزان عطشان فما بالك بالسكان ؟) مضيفا ان اغلب السكان لهم مواشي فكيف يستطيع المواطن توفير الماء له ولدوابه. لذلك تكون رحلة البحث عن جرعة ماء شاقة باحتساب المسافة ومضنية بالرجوع إلى اشتداد الحرارة . و اشار السيد يونس ان مطلبهم يبقى مشروعا ولا يحتمل الانتظار خاصة في هذه الايام اللاذعة فلابد على الحكومة ان توفر حلول جذرية لهذه المنطقة باعتبارها جزء لا يتجزأ من البلاد التونسية . هكذا هي معاناة المئات من العائلات في ولاية سيدي بوزيد ولابد من الاشارة إلى ان هذا الوضع لا ينسحب فقط على المنطقتين فقط وانما يخص العديد من المناطق الاخرى ولعل طلب الاهالي مشروعا ويتعلق بالحقوق الاساسية والحق في الصحة وحياة كريمة خاصة في بلاد قامت فيها الثورة من اجل الكرامة. فهل تستجيب السلط المعنية لمطالب هذه المناطق من اجل حياة معيشية كريمة ؟