كانت «الشروق» قد تناولت في وقت سابق الحادثة الأليمة التي جدت بمدينة تستور يوم السبت المنقضي وذهب ضحيتها الشاب «أحمد بن محمد الهمامي» القاطن بحي الرحيبة أثناء احتفال بنجاح احد ابناء الحي في امتحان الباكالوريا. «الشروق» التقت الشاب صاحب الحفل، الذي خيّر عدم ذكر اسمه لأسباب تخصّه والذي روى لنا صورة الواقعة مؤكدا أن الحفل بدأ بحضور مجموعة كبيرة من أهاليه والجيران والأصدقاء، في سطح منزلهم، بحيث كانوا في جو متناسق ومتناغم الى أبعد الحدود دون أن يشهد الاحتفال استعمال مضخمات الصوت المتعارف عليها في الأفراح بل اقتصر الأمر على مضخمات صوت جهاز كمبيوتر وذلك تجنبا لاقلاق راحة الأجوار. وعند تمام الساعة العاشرة و45 دقيقة ليلا من يوم 23 جوان 2012، وبحكم صلة الجوار وتلاصق منزل صاحب الحفل قام المظنون فيه برمي الحجارة من سطح منزله تجاه الشباب المحتفل، حيث أصاب عدّة أشخاص مما توجّب على الجميع الاحتماء بالحائط والهروب الى أسفل المنزل مرورا بالمدرج وفي نفس الوقت كان المظنون فيه يقول «أهبطوا جميعا» في عدة مناسبات، ثم نزل من على سطح منزله وتسلح بسكّين من الحجم المتوسّط واقتحم المنزل الذي يقام فيه الاحتفال وبدخوله المنزل، كان الضحيّة «أحمد الهمامي» نازلا في المدرج فاعترضه الجاني وبدون مقدّمات سدّد له طعنة قويّة على مستوى الرقبة من الجهة اليمنى، تسببت حينيا في تمزّق الشريان الرئيسي، الذي انبثق منه سيل عارم من الدماء ارتسمت على الحائط. وفي الأثناء شوهد المشتبه به من طرف أحد إخوته وهو يلج النزل ممسكا بسكين، فلم يستطع إدراكه الا بعد فوات الأوان. أين حاول ردعه بمعيّة أحد الجيران، وتوصّلوا بصعوبة الى اخراجه من المنزل الذي اقتحمه. ومن جهة أخرى كان صاحب الحفل متأثّرا الى أبعد الحدود، حيث كان يتحدث إلينا والدموع تنهمر من عينيه نظرا لصلة الصداقة القوية بينه وبين الهالك. وكان المظنون فيه قد توجّه الى مكان غير بعيد عن مكان الجريمة، في حين خرج الضحية مسرعا متوجّها الى منزله عبر أحد الانهج لكن الطعنة كانت أسرع وأقوى من أن يتمالك نفسه على السير، فسقط مغشيّا عليه والدماء تنزف منه بغزارة وحاول بعض من الحاضرين في الحفل اسعافه، حيث وقع تسخير سيارة خاصة نقلته بسرعة الى المستشفى المحلي بمدينة تستور. ونظرا لخطورة الحالة وقع توجيهه الى احد المستشفيات بتونس العاصمة، لكن المنية وافته في الطريق على مستوى المدرسة العليا لتكوين المهندسين بمجاز الباب، أين تم اكمال المهمّة بالتنسيق مع الطبيب المباشر بقسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بتستور، وذلك بتوجيهه الى المستشفى الجهوي بمجاز الباب ومنه الى قسم الطبّ الشرعي باحد مستشفيات العاصمة. «الشروق» تحوّلت الى مقر سكنى السيد محمد بن أحمد الهمامي، والتقت والد الضحيّة، الذي لاحظنا عليه التأثر العميق وأكد لنا أن الهالك كان العائل الوحيد لوالديه واثنين من اخوته، فضلا عن أن والده يعاني من مرض مزمن. كما كان الهالك يساعد والده الذي لا يملك إلا رخصة سياقة يسترزق منها وفي سياق متابعة القضية كانت أسرة المظنون فيه قد غادرت المدينة خوفا من ردّة فعل مرتقبة، نظرا لهول الكارثة على عائلة الفقيد. وقد تم ايقاف المظنون فيه من طرف أعوان الأمن العمومي بمركز شرطة تستور بعد ساعة فقط من الحادثة، وبعد قيام المظنون فيه باستعمال القوّة عند توقيفه مما خلّف بعض الاضرار لعون أمن على مستوى الوجه. كما تم حجز كل الوثائق والملابس التي عثر عليها بمنزل المظنون فيه.