كثيرا ما يقترن اسم مدينة بنزرت عند التونسيين بالبحر والاسماك الطازجة ذات المذاق الخاص والذي يعود لعمق مياه سواحل بنزرت اولا ولنوعية المرعى الذي ينمو فيه السمك لذلك تصر عديد العائلات على اقتناء سمك بنزرت أسبوعيا. ولئن يتيسر لبعض العائلات الثرية ارتياد المطاعم الفخمة ببنزرت وتناول اطباق السمك الشهية الا ان عامة الناس تعجز عن توفير ذلك خاصة وان الكغ الواحد يصل سعره 100د وبما أن المثل يقول «الحاجة ام الاختراع» فإن أصحاب بعض الدكاكين المحيطة بسوق الاسماك ببنزرت أوجدوا حلولا ما تطورت واصبحت عنوانا من عناوين المسلك السياحي ببنزرت وقبلة للذين لا يستغنون عن سمك بنزرت الطازج فمنذ مدة وضعت بعض الدكاكين والمطاعم قرب السوق وعلى ضفاف الميناء القديم مشاوى على ذمة الاهالي الذين يقتنون السمك من السوق حسب اختيارهم ثم يسلمونه لشبان اختصاصهم تنظيف ولد البحر مقابل دينار واحد ومنها بالامكان حمل السمك بعد تنظيفه الى شواء يتولى وضع البهارات المطلوبة ويقوم بشوائه باسعار شعبية مع توفير «السلاطة» والخبز حسب الاختيار وهي فكرة اختص بها أحد المطاعم منذ سنوات حتى أصبحت اليوم مورد رزق لعدد من العائلات التي تنافس افخم المطاعم فاضافة للمواطنين التونسيين أصبحت مطاعم شواء الاسماك تستقطب السياح أيضا.
السيد جون كلود من فرنسا مواظب على زيارة بنزرت وكثيرا ما يصطحب معه عديد الفرنسيين من مواليد بنزرت يصر على تناول السمك في احدى مطاعم الشواء وينصح اصدقاءه بذلك أما حسن الحاج صالح موظف من العاصمة فوجدناه صحبة افراد عائلته ينتظر ان ينهي المختص في تنظيف السمك كيلوغرامين من سمك المنكوس اشتراها من السوق وقد اكد لنا قائلا «تناول سمك بنزرت في هذا المكان وبهذه الطريقة فيه متعة ونكهة خاصة ناهيك انه اقتصاديا مربح جدا لصاحب العائلة وأظن انه حتى الأثرياء استهوتهم هذه المطاعم اما بشير بن عباس فقد اكد لنا ان اصدقاءه من تونس يطلبون منه كل احد ان يقتني لهم بعض السمك وينظفها ثم يحجز لهم مكانا في احدى المطاعم اسبوعيا تقريبا. ومهما يكن من أمر فإن هذا النوع من الانتصاب الفوضوي تحوّل الى سباق محموم نحو الفوز ببعض الدراهم فمن يؤطر هؤلاء؟