في قلب شارع 18 جانفي بباجة ينتصب حيّ المغراوي الذي أصبح مجرّد ذكر اسمه يثير الرّعب في قلوب المتساكنين وهو الّذي كان مسرحا لحادثة مأساوية ذهبت ضحيّتها أمّ وابنتها. هذا الحي تحوّل الى خطر يتربّص بساكنيه. وبعد مرور قرابة الثّلاث سنوات على تلك الحادثة لم يتغيّر الوضع وبقي الحيّ بشعابه المفتوحة يتحدّى الجميع وبرامج البلديّة وديوان التطهير الّتي سئم المتساكنون من سماعها وملّوا من الوعود والاجتماعات والمراسلات الّتي ملأت رفوف مكاتب المسؤولين دون أن يمنحهم أمل تبديد شبح الخطر المحدق بهم وعندما يمنّ اللّه على الأرض العطشى بالغيث ترتفع أيادي الفلاّحين إلى السّماء بالحمد والشكر وفي المقابل ترتفع أيادي سكّان الحيّ بالدّعاء حتّى لا تتكرّر حوادث أخرى مماثلة.
مشكلة الحيّ أنّه أصبح يشكّل بحيرة لتجمّع المياه حيث يستقبل سيول الأمطار المنحدرة بسرعة مذهلة من أعالي أحياء المدينة المنتصبة خلفه دون أن تجد أمامها قنوات لتصريف المياه وهو الخطر الّذي يحدق بالحيّ في كلّ مناسبة تنزل فيها الأمطار حيث تتسرّب تلك السّيول إلى داخل المنازل دون استئذان لتعبث بممتلكات المتساكنين وتقسّم الأنهج إلى ضفّتين ويعجز المواطنون عن الدخول إلى منازلهم. المعاناة تواصلت اليوم بعد أن تركت الأشغال والبحث عن الضحيتين وراءها حفرا أكبر وخطرا أعظم دون أن تكلّف الجهات المختصّة نفسها عناء غلقها وكأنّها لم تتّعظ بما حصل وتنتظر حصول حوادث مماثلة لتنتفض على الوضع. وفي ظلّ الانفلاتات العديدة اليوم وغياب أعوان النّظافة لبلدية باجة تحوّلت شعاب الحيّ المفتوحة إلى مصبّات للفضلات في مشهد يثير الاشمئزاز متسببة في انبعاث روائح كريهة لا تطاق وجذب جحافل الناموس والحشرات.
ورغم المجهودات المبذولة من قبل بعض المتساكنين المجاورة منازلهم لمجرى شعاب الحي لإغلاق فتوحاته خوفا على صغارهم ودرءا لموت داهم يهدد حياتهم فان ذلك لم يقض على الخطر الذي ما زال يتربص بالحي.