مع اشتداد لفح الهجير وبعد انتهاء اوقات العمل الرسمية للمؤسسات والادارات الحكومية والخاصة وغلق المحلات التجارية أبوابها تصبح شوارع المدينة شبه مقفرة الا من شخص يقضي حاجته على عجل قبل العودة الى المنزل «للقيلولة». هذا المشهد ينقلب رأسا على عقب مع اولى نسمات الاصيل لتصبح المدينة مفعمة بالحيوية والحركية ويخرج الناس لقضاء حاجات حالت حرارة الطقس دون انجازها ويبقى مشهد الحركة على ما هو عليه الى ساعات متأخرة من الليل. «الشروق» التقت عددا من الاهالي في هذا التحقيق لمعرفة وجهة سهراتهم صيفا: كورنيش المدينة يعج بمرتاديه عن اليمين وعن الشمال، ففوق سوره القصير يجلس البعض مدليا ساقيه والى جانبه قراطيس من المكسرات يتلهى بها ويتجاذب مع صديق أو حبيب أطراف الحديث مسجلين ملاحظات انتقادية عن هذه أو تلك... وفي مواجهة السور القصير خلف جدران معرض قابس الدولي ينتشر عدد من العائلات وقد افترشوا مفروشات تقليدية وأمامهم موائد خشبية او بلاستيكية عليها طعام العشاء او مشروبات متنوعة مبردة تساعدهم على قضاء سهرتهم على وقع اصوات ونسمات البحر الملطفة لحرارة الطقس. على ضفاف البحر والكورنيش السيد الهادي الحمروني موظف في شركة خاصة حدثنا قائلا انه «بسبب حرارة الطقس الشديدة فإن أغلب العائلات لا تقضي سهراتها داخل البيوت بل تنتشر في عديد الفضاءات حسب الامكانيات المادية وتوفر وسيلة النقل وقد تعودت منذ سنين ان أصطحب عائلتي الى الكورنيش للعشاء وقضاء بقية السهرة أما في هذا المكان او على الشاطئ مباشرة ونبقى على هذه الحال الى ساعات متأخرة من الليل قبل العودة الى المنزل لأخذ قسط من النوم يساعدني على العمل في اليوم الموالي وفي بعض الاحيان ابقى أكثر من أسبوع دون ان اطأ الشاطئ او الكورنيش بسبب حضور اعراس الاقارب والاصدقاء. تركنا الهادي واقتربنا من عائلة كانت تلملم مفروشاتها على عجل... تكلمت منجية نيابة عن زوجها الذي اخذ يرص الادباش رصا في السيارة فقالت: «في الحقيقة في قابس هناك العديد من الفضاءات التي يمكن ارتيادها لقضاء السهرةبين الكورنيش والبحر و«العروسات» اوالسهر في احدى المهرجانات وخاصة مهرجان قابس دون ان ننسى المنتزهات فلا أحد على حد علمي يسهر في منزله الا من عجز عن توفير وسيلة نقل لاصطحاب عائلته الى حيث يريد». المنتزهات وجهة العائلات السهر في المنتزهات اتفق عليه العديد ممن التقيناهم فأكد نبيل هاني انه اختار منتزه بوشمة القريب من محل سكناه للسهر وقضاء أغلب الليل فيه فقد اصبحت عادة لديه ان يأتي للعشاء والسهر بعد ان وجد فيه راحته وخدماته المتميزة وأضاف كنت قبل ذلك اتوجه الى الفضاءات الترفيهية العمومية الا ان بعض التصرفات غير الاخلاقية من بعض الشبان تجعلك لا تستطيع السهر مع عائلتك وسماع ما تكره من الفاظ يندى لها الجبين في حين ان المنتزهات الخاصة يقل فيها ذلك ان لم نقل ينعدم اضافة الى ان تقسيمها الى فضاءات مختلفة للشباب والعائلات والمتزوجين حديثا يجعل لكل واحد مكانه الذي يرتاح فيه كما ان هذه الفضاءات تقدم عروضا موسيقية وسهرات فنية كما حصل خلال الايام الثقافية ببوشمة في الشهر الفارط». عامل القرب يبدو حاسما في اختيار فضاء السهر كما يقول طالب الهندسة المدنية عادل سالم «اختار هذا المنتزه للسهر لعدة اعتبارات اهمها قربه من محل سكناي فلا اتكلف مصاريف النقل وبامكاني السهر الى ساعات متأخرة من الليل اضافة الى توفر الفضاء على مساحات خضراء واسعة تساعد على الراحة النفسية وتجعلك تخرج من «روتين» المعتاد وبحكم الاسعار المناسبة فإني اقضي سهراتي في هذه الفضاءات دون ان تختل ميزانيتي». جداوي الحاجي شاب أكمل دراسته الجامعيةويعمل في شركة خاصة تحدث عن وجهته للسهر فقال«في الحقيقة أعتبر المنتزهات فضاء مناسبا للسهر مع العائلة باعتبارها متنفسا طبيعيا يساعد على تجاوز ضغط العمل او الدراسة وعادة ما نشهد حفلا فنيا او عروضا تنشيطية ممتعة». السهرات الفنية والعروض التنشيطية تبدو ايضا عاملا حاسما في تحديد وجهة العائلة بين منتزه وآخر كما تؤكد السيدة مروى معاوي قائلة «تعودت ان آتي الى هذا المنتزه للسهر مع العائلة حتى قبل الزواج وتواصل الامر على هذا المنوال لما تقدمه لنا هذه الفضاءات من راحة نفسية من ناحية وعروض تنشيطية وسهرات فنية وامسيات شعرية ومعزوفات منفردة على بعض الالات الموسيقية وخاصة خلال المهرجانات أو الايام الثقافية او في شهر رمضان الكريم». سهرات الاعراس والمهرجانات تعتبر فضاءات المهرجانات والأيام الثقافية وجهة عديد العائلات القابسية تجد فيها ملاذا للسهر والخروج من أسر البيوت وحرارتها التي لا تطاق... توافدها على بعض العروض الفنية بكثافة يؤكد ان الأعمال الفنية والثقافية تستقطبهم وتساعدهم على تمضية سهراتهم كما يؤكده علي بن يحيى» كما ترى فإن بعض عروض المهرجانات او الايام الثقافية تستقطب العائلات وخاصة ما تعلق منها بالعروض المسرحية الفكاهية لرغبتها في مشاهدة ما يسري عنا هموم الحياة ويخرجنا من روتين العمل بل ان مواسم الافراح هي الاخرى تمثل ملاذنا للسهر خاصة وان لنا عادات مختلفة في هذه المناسبات تجعل العرس في حد ذاته مهرجانا احتفاليا تتواصل «السهرية» فيه الى ساعات متأخرة من الليل». نبيل العمامي الدندان: مركز بريد واحد لم يعد كافيا الدندان الشروق : يعتبر مركز الخدمات البريدية بالدندان نموذجيا من حيث هندسته المعمارية ذات الطابع الجمالي وما يشتمل عليه من فضاءات فسيحة وشبابيك متنوعة تقدم خدمات بريدية في شتى الاغراض فضلا عن موقعه الملائم وسط المدينة، الا أن هذه الصورة الجميلة سرعان ما تتلاشى في أواخر كل شهر، لتحلّ الزحمة الشديدة أمام نوافذ الاستخلاص والدفوعات ويضيق الفضاء بما فيه من حرفاء خاصة خلال الفترة الصيفية ذات نظام العمل بالحصة الواحدة. وهذا المشهد المتكرر والذي يعيد نفسه يعود بالاساس حسب رأي الحرفاء الى تزامن موعد تنزيل جرايات المتقاعدين والفئات الاخرى فضلا على المقبلين نحو مركز البريد لخلاص فاتورات الماء والكهرباء ورغم أن اسداء الخدمات يتم بنظام الترقيم فإن ذلك لم يجد نفعا لتيسير العمل فقد يصل العدد حسب ما جاء على لسان بعض الحرفاء الى 400 وأكثر في حصة واحدة في أيام الذروة وهو ما يولد ضغطا لا مثيل له يمكن للبعض تحمله أما الغالبية من المسنين فليس لهم قدرة على ذلك، مما يجعل الكثيرين منهم يقصدون مركز البريد في ساعة مبكرة والمرابطة أمام الابواب لعلهم يظفرون بحاجتهم ويستخلصون جراياتهم قبل غيرهم تجنبا لمتاعب الاكتظاظ. والمؤكد أن نظام التنزيل المباشر في موعد واحد ومتقارب وإلغاء العمل بتوجيه الحوّالات البريدية الىمستحقيها من طرف الصناديق الاجتماعية وفق رزنامة محددة ورغم محاسنه الكثيرة فإنه أفرز مشكلة الاقبال المكثف لايام محددة على مراكز البريد ومنها مركز البريد بالدندان، مما جعل المنطقة في حاجة الى فرع جديد فقد ثبت ان المركز الحالي لم يعد كافيا وذلك في اطار تقريب الخدمات والرفع من مستوى جودتها. أحميدة الهمامي المنستير: من يحمي الشاطئ من العابثين ؟ الشروق مكتب الساحل: لمدينة المنستير وضواحيها سلسلة من الشواطئ الجميلة تمتد على مسافة لا تقل عن العشرة كيلومترات انطلاقا من شاطئ الدخيلة مرورا بشاطئ سقانص ومنطقة الفالاز التي تمثل لوحة فنية عانقت الروعة والابداع وصولا الى شاطئ «القراعية» الذي يستقطب يوميا آلاف المصطافين من الزوار وفرق الاصطياف التي تأتي من الاماكن الداخلية لأن أبناء المدينة يخيرون السباحة بالاماكن الاقل اكتضاظا على غرار الدخيلة وسقانص. وشاطئ «القراعية» يطل على سلسلة من النزل والمقاهي السياحية ومراكز الخدمات وقد توفرت به كل المرافق وحرصت بلدية المكان وقبيل انطلاق موسم الاصطياف على تنظيفه وتهيئته، وبعثت فرقا قارة للمراقبة والتصدي لكل الاخلالات التي تقلق راحة المصطاف، لكن رغم كل الجهود المبذولة مازالت بعض السلوكيات السلبية لعدد من المصطافين تسيء الى هذا الشاطئ الجميل الخلاب فقد أكد لنا المواطن السيد عمر السوقي بأن بعض الاشخاص امتهنوا مهنة البحث عن «اللواقط» التي نضيع من المصطافين كالسلاسل الذهبية والخواتم والنقود فيأتي هؤلاء ليلا ويتسللون الى بعض الاماكن ويحفرون في الرمال الى درجة انهم يحولون الشاطئ الى حفر عميقة قد يسقط فيها طفل أو امرأة عجوز. ويؤكد لنا السيد عمر السوقي بأن هناك أشخاصا من المصطافين سقطوا بهذه الحفر ولحقت بهم بعض الاضرار الجسدية، فهل تبعث فرق خاصة لمراقبة الشواطئ ليلا؟ المنجي المجريسي صفاقس: في الندوة الجهوية للتونسيين بالخارج: ارتياح للإنجازات في انتظار تجاوز بقية الصعوبات مكتب صفاقس «الشروق»: تحت إشراف والي صفاقس اليسد محمد بن سالم انعقدت في نهاية الأسبوع الفارط بمقر الولاية الندوة الجهوية للتونسيين بالخارج، هذه الندوة التي تنظمها سنويا المندوبية الجهوية للشؤون الاجتماعية بصفاقس بالتنسيق مع ديوان التونسيين بالخارج شهدت مشاركة متميزة وحضور ممثلين عن مختلف المؤسسات المالية والإدارات الجهوية والشركات الوطنية وأعضاء عن مجلس النواب وممثلين عن السلط المحلية ومختلف الأطراف الفاعلة على الساحة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بولاية صفاقس. والي صفاقس السيد محمد بن سالم رحب بالضيوف وأشاد بالحضور المتميز هذه السنة و استعرض أهم الإجراءات التي اتخذها سيادة الرئيس لفائدة التونسيين بالخارج وأكد أن الإحاطة الشاملة بهم والمتابعة المستمرة لأوضاعهم تعتبر من الخيارات الأساسية للعهد الجديد وقد تجسم حرص سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من خلال تمكين التونسيين بالخارج من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفي مختلف المناسبات السياسية وعلى المستوى الاجتماعي الحرص على حماية مصالحهم والدفاع عن حقوقهم والمحافظ على مكاسبهم ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية في مجال الضمان الاجتماعي مع بلدان الإقامة وأهمها الاتفاقية التونسية الفرنسية الجديدة التي تتضمن تغطية اجتماعية شاملة للمهاجرين الذين حققوا مكاسب عديدة وامتيازات جديدة في التأمين والعلاج والجرايات عند المرض وجرايات الشيخوخة والترفيع في قيمة المنح العائلية... كما أشاد السيد الوالي بالبرامج الإعلامية الموجهة للتونسيين بالخارج من مجلات ونشريات وبرامج تلفزية إلى جانب العناية بالأجيال الجديدة للهجرة من خلال بعث مدرسة تونس الدولية و تمتيع الطلبة من أبناء المهاجرين من منح وقروض جامعية عند مزاولة دراستهم بتونس إضافة إلى الإجراءات في مجال الأسرة بتمكين المرأة التونسية المتزوجة بأجنبي من إكساب الجنسية التونسية لأولادها وفي المجال الاقتصادي تشجيع المهاجرين على الاستثمار بتونس بتمكينهم من امتيازات قمرقية وقد تفاعل الحاضرون إيجابيا مع القرار الذي اتخذه سيادة الرئيس بمناسبة السنة الدولية للشباب بتمكين الشباب من تخفيضات هامة بمختلف وسائل النقل تصل إلى 50٪ من ثمن التذكرة حيث استفاد أبناء المهاجرين أكثر من غيرهم من هذا الإجراء... كما تناول السيد محمد بن سالم الإجراءات المتخذة بجهة صفاقس لفائدة المهاجرين بمناسبة عودتهم هذه الصائفة منها الاستقبال الجيد لهم بميناء صفاقس في أحسن الظروف وعقد ملتقيات جهوية في الفترة الممتدة من 12 إلى 19 جويلية للنظر في شواغلهم واهتماماتهم ومعالجتها وتنظيم دروس اللغة العربية بفتح مراكز للدروس الصيفية والتي بلغ عددها 6 مراكز وتتواصل هذه الدروس إلى منتصف شهر أوت وتنظيم مسابقات ومصائف للأطفال... وقد تضمنت أشغال الندوة الجهوية للتونسيين بالخارج بولاية صفاقس ثلاثة محاور المداخلة الأولى قدمها الأستاذ نور الدين كمون وتمحورت حول دور التونسيين بالخارج في المساعدة على تحقيق الأهداف التنموية ضمن الجوانب الاقتصادية والمالية وتطرق فيها إلى الوسائل التي من شأنها أن تحثهم على الاستثمار وذلك من خلال الحوافز الكبرى التي أقرتها الدولة للمهاجرين من أجل الاستثمار بأرض الوطن... أما المداخلة الثانية والتي قدمها الأستاذ لطفي السلامي فقد تضمنت دور التونسيين في المساعدة على تحقيق المشروع التنموي من خلال التعليم العالي والبحث العلمي وقدم عدة مقترحات منها العمل على مزيد بعث جمعيات علمية للتونسيين بالخارج وتكثيف اللقاءات في ما بينهم وعقد الندوات ذات الطابع العلمي والتقني والحرص على متابعة البرامج وتطبيقها ومزيد الاهتمام بالاختراعات للمحافظة على جهود الكفاءات التونسية بالخارج... في حين تناول السيد نور الدين حميدة المدير الجهوي للتشغيل بصفاقس في المداخلة الثالثة دور المهاجرين في المساعدة على عملية التنمية بالبلاد من خلال التشغيل وأبرز أن عدد المهاجرين بالخارج أصيلي ولاية صفاقس في ازدياد وتجاوز عددهم 60 ألفا وقد عقدت الدولة اتفاقية مع فرنسا لتنظيم أفضل السبل للتشغيل مكنت التونسيينبفرنسا من الحصول على بطاقة إقامة كفاءات ومهارات صالحة لمدة 3 سنوات وبلغت حصة التونسيين 1500 أما بطاقة المهن فقد وفرت الحصة السنوية 3500 فرصة عمل سنويا أما بطاقة العمل الموسمي في الفلاحة والسياحة فقد بلغت الحصة السنوية 2500. مما فتح المجال أمام التونسيين للتمتع بأولوية العمل بفرنسا كما أكد على ضرورة دفع التعاون مع بلدان الخليج العربي خاصة الإمارات العربية والبحرين وقطر لأنها انتهجت سياسة تعويض اليد العاملة الآسيوية بيد عاملة عربية وبالمقابل عملت تونس على تطوير العلاقات مع كندا وأستراليا التي تحتاج سنويا إلى 50 ألف مهاجر ولكن هذه الهجرة أصبحت انتقائية تقتصر على هجرة الكفاءات المختصة وأصبح حذق اللغة الانقليزية ضرورة ملحة لقبول ملفات الراغبين في الهجرة نحو هذه البلدان. وفي الفقرة الأخيرة فتح المجال أمام المشاركين للتدخلات وما يلفت الانتباه أن عدد المداخلات هذه السنة كان قليلا مقارنة بما هو عليه في السنوات الفارطة نظرا لحرص السلطة الجهوية والمحلية والجهات المعنية على دراسة مقترحات المهاجرين وتلبية رغباتهم. وإصلاح ما يمكن إصلاحه السيد محمد المانع عامل بفرنسا تطرق إلى مشكل النظافة ببعض الأحياء والعراقيل الإدارية عند استخراج الوثائق في حين أشار المواطن التيجاني البقلوطي عامل بمدينة نيس جنوبفرنسا إلى غياب الرحلات الجوية المباشرة مع مدينة صفاقس أما السيد البشير الحسني عامل بإيطاليا فقد ندد بالصعوبات و الإجراءات المعقدة التي تعترض المواطنين عند تقديم مطالبهم للحصول على رخص البناء وقد يقضي البعض كامل أيام عطلته السنوية دون أن يتمكن من تحقيق غايته. وبالمقابل تضمنت إجابات السيد والي صفاقس على هذه التساؤلات الكثير من الشفافية ورحابة الصدر والواقعية وهو ما خلف ارتياحا لدى الحاضرين، وبذلك مثلت هذه الندوة فرصة للقاء أبناء تونس بالخارج مع بعضهم البعض وعكست الروابط المتينة التي تجمعهم بوطنهم رغم بعض النقائص التي يواجهها البعض عند عودته إلى أرض الوطن. جعفر الخماري الصخيرة: بعد نجاح خطة الراحة البيولوجية: ارتفاع هام في منتوج الصيد البحري «الشروق» مكتب صفاقس: شهد قطاع الصيد البحري بمعتمدية الصخيرة انتعاشة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة وذلك بعد أن تم العمل منذ مدة على إنجاح برنامج الراحة البيولوجية وتكثيف المراقبة من أجل القضاء على الصيد العشوائي بالكركارة وكذلك بالكيس الذي يلحق أضرارا جسيمة بالثروة السمكية التي تعرفها سواحل الصخيرة المعروفة وطنيا بوفرة منتوجها. وكما هو معلوم فقد تم رصد حوافز وامتيازات مالية في اطار خطة رئاسية لفائدة البحارة والصيادين من أجل المشاركة في البرنامج. وقد شهد موسم صيد الأخطبوط وجراد البحر انتعاشة ملحوظة مقارنة بما سبق بلغت نسبة30٪ في الانتاج ويبقى صيد المحار والتن من أهم المنتوجات التي سجلت ارتفاعا هاما بلغ نسبة 50٪ مقارنة بالمواسم السابقة. وتجري الاستعدادات حثيثة على ضوء هذه المستجدات من أجل الشروع في برامج الراحة البيولوجية لسنة 2010، تحت اشراف المندوبية الجهوية للصيد البحري بصفاقس التي ساهمت بنجاح في تحقيق القفزة النوعية في حجم الانتاج الى جانب المجهود المتميز لحرس الحدود بميناء الصيد البحري بالصخيرة. جملة هذه المؤشرات لاقت ارتياح الصيادين والبحارة بالجهة بعد أن عرفوا مرحلة صعبة قلّ فيها المنتوج وتضاعف حجم المصاريف..