جبل «بوكحيل» هو عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة تقطنه عديد التجمعات السكنية المتفرقة. فمنها من شملها الماء الصالح للشراب والنور الكهربائي ومنها من يزال محروما منها ويستعمل الوسائل التقليدية للانارة. هذه العائلات المتاخمة لمنطقة العمران بالكريب لا تعتبر من مناطق الظل فحسب بل من مناطق الظلام حيث تتسم طريقة عيشها بالبداوة في كل تجلياتها. فموضوع الماء الصالح للشراب شكل هاجسا كبيرا لدى هذه العائلات منذ أمد بعيد. ورغم عديد الشكايات التي تقدمت بها للعديد من السلط المعنية محلية كانت أو جهوية أو حتى وطنية فإنها تلقت حلّين أحلاهما مرّ إما دفع ثمن وقود الجرار الذي سيؤمن صهريج الماء لها والتي كثيرا ما كلفها عند كل حمولة قرابة ال 15 دينارا بالرغم من أن أغلبية أفرادها في حالة بطالة دائمة أو رفض هذا المقترح وبالتالي حرمانهم من الماء. وحسب من تحدثوا إلينا فقد قبلوا المقترح الاول على مضض رغم الكلفة المادية لكل صهريج لكن رغم ذلك وعند حصول عطب بالجرار الذي يؤمّن نقل الصهريج فانهم يلجؤون مكرهين لاستعمال البغال والاحمرة لجلب الماء من مدينة الكريب حيث يقطعون مسافة 5 كيلومترات لتأمين استهلاك يوم واحد أو يومين على أقصى تقدير. أما النور الكهربائي فقد تمكنوا منذ سنوات من استعمال الطاقة الشمسية كحل بديل للانارة لكنهم اصطدموا منذ مدة بنفاد مفعول البطاريات التي تؤمن وصول الانارة للبيوت مما اضطرهم الى استعمال الوسائل التقليدية في الانارة. معاناتهم لم تقتصر عند هذا الحدّ بل شملت أبناءهم الذين يدرسون سواء بالابتدائي أو بالثانوي حيث يكونون عرضة لهجمات الخنزير الوحشي في العديد من المرات لأنهم بكل بساطة ينطلقون للدراسة منذ السادسة والنصف صباحا. هذه المعاناة تعوّد عليها السكان منذ أمد بعيد لكنهم في المقابل يناشدون السلط المحلية والجهوية إيجاد حل جذري يقيهم خاصة من العطش الذي أصبح يهددهم ويرون لذلك حلا يتمثل في حفر بئر عميقة تجنبهم مشقة التنقل لمدينة الكريب لجلب الماء ومصاريف الوقود التي فرضتها عليهم السلط المحلية قديما اضافة الى امكانية اعادة النظر في مدّهم بشبكة النور الكهربائي.