أوردت مصادر إعلامية مطلعة أن لندن تحضّر لطبخة دولية جديدة تفتح المجال أمام تكرار النموذج الليبي والعراقي بسوريا فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لولا دعم الشعب له لكان مصيره مثل شاه إيران. ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في عددها الصادر أمس أن لندن ستدعو إلى تبني قرار جديد في مجلس الأمن الدولي لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القواعد التي قادت إلى الحرب في ليبيا والعراق، فيما لم يستبعد وزير خارجيتها وليام هيغ خيار العمل العسكري.
الفصل السابع
وقالت الصحيفة إن هيغ كشف بأن المملكة المتحدة تريد تقديم اقتراح بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي يجيز استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، لكن دبلوماسيين بريطانيين قالوا أن الاقتراح يهدد فقط بفرض عقوبات جديدة بدلاً من العمل العسكري.
وأضافت أن الاقتراح البريطاني، الذي يحظى بدعم فرنسا أيضاً، سيُطرح على مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل ويهدف إلى فرض عقوبات دولية وحظر على الأسلحة والسفر في جميع أنحاء العالم، ما لم ينفّذ النظام السوري الخطة التي وضعها المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي عنان.
ونسبت الصحيفة إلى هيغ قوله «إن دولاً مثل المملكة المتحدة ستسعى لاستصدار قرار جديد بموجب الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي يفرض تنفيذ خطة عنان ويهدد بعواقب ضد الأطراف التي ترفض تنفيذها».
وأضاف وزير الخارجية البريطاني «أن العقوبات هي كل ما يجري بحثه حالياً من قبل المملكة المتحدة، غير أن العمل العسكري يمكن أن يلي ذلك واعتقد أننا يجب ألا نستبعد أي شيء للمستقبل، لأن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة ولقي عدة آلاف من الناس حتفهم، وتجري ممارسة التعذيب بصورة رهيبة».
فيتو روسي
في سياق تعليقها على التسريبات البريطانية حول إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد جددت موسكو موقفها من ملف الأسد مؤكدة أن السوريين وحدهم من يملكون حق تقرير مصير الأسد . ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعلومات التي تناقلتها بعض الجهات عن أن روسيا تنوي استقبال الرئيس السوري بشار الأسد على أراضيها، مشيرا إلى أن هذه محاولة غير نزيهة لتضييع الأناس عن الجادة التي تمارس السياسة الخارجية أو عدم فهم ما يحدث وما هو موقف روسيا.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله «اندهشت قليلا، عندما سمعت خلال اتصالاتي الأخيرة مع بعض الزملاء الأجانب عندما كنا نتناقش بالموضوع السوري بأنهم واثقون من أننا سنأخذه (بشار الأسد) وبهذا نحل جميع مشاكل الشعب السوري..وهذا الأمر إما أن يكون دعابة وإما محاولة غير نزيهة لتضييع الناس عن الجادة التي تمارسها السياسة الخارجية الروسية أو عدم فهم ما يحدث وما هو موقف روسيا».
وأشار إلى أن «تقرير مصير سوريا، من بينها تقرير مصير رئيسها، يهم الشعب السوري فقط» وهي النقطة التي أشار إليها بيان جينيف المؤرخ في 30 جوان. وتابع «إننا لن نسمح لأية محاولة من قبل بعض الشركاء لإدخال شروط مسبقة أو تحديدات في هذا البيان، من بينها قوام المشاركين في الحوار الوطني».
الأزمة خارجية بامتياز
في هذه الأثناء , قال الرئيس السوري بشّار الأسد إن الأزمة في بلاده بمعظمها خارجية مستدلاً على ذلك بوجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين يقاتلون في سوريا، معتبراً أن المؤسسات الدولية خاضعة للإرادة الأمريكية والغربية بشكل عام.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس الخميس، الجزء الثالث من مقابلة أجرتها صحيفة (جمهورييت) التركية مع الرئيس بشّار الأسد، حيث قال إن الثورة لا يمكن أن تكون ثورة عصابات، يجب أن تكون ثورة شعب، ولا أحد يستطيع أن يقمع ثورة شعب..
وقال إنه لكي ندقق حقيقة ما يحصل نأخذ أمثلة حقيقية في منطقتنا.. من أقوى هذه الأمثلة هو شاه إيران، كان لديه دولة قوية جداً، وجيش قوي جداً، ومخابرات قوية جداً، ودعم دولي، ودعم إقليمي أيضاً غير محدود، وسأل : هل استطاع (الشاه) أن يقف في وجه الشعب؟.. من البديهي ألا يستطيع»، ورأى أنه «لو كنت أنا في هذا الموقف لما استطعت.. أنت تتحدث عن خمسة عشر شهراً لا عن أسبوعين وثلاثة أو شهر، معتبراً أن كل الرهانات سقطت.
وأوضح أن المخطط ضد سوريا مر في 3 مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة المظاهرات، واعتبر أن جزءا كبيراً من هذه المظاهرات كان مدفوعاً، وفي بداية الأزمة كان سعر المتظاهر 10 دولارات، الآن أصبح 50 أو 100 دولار حسب المنطقة.
وقال: كانوا يتوقعون أن يكون هناك فعلاً ثورة حقيقية من خلال المظاهرات وثورة سلمية كما حصل في مصر وتونس، حتى شهر رمضان الماضي فشلوا في تلك المرحلة وانتقلوا بعدها لخلق مناطق في سوريا تسيطر عليها العصابات المسلّحة بشكل كامل على طريقة بنغازي في ليبيا، فضرب الجيش هذه المحاولة التي استمرت حتى شهر افريل الماضي حيث فشلوا في المرحلة الثانية، فانتقلوا لعمليات الإغتيال الفردية وارتكاب المجازر بحق المدنيين بالإضافة لمهاجمة مؤسسات الدولة بالمتفجرات.