مثلت نتائج الباكالوريا بولاية قفصة خيبة أمل متجددة للعائلات والأسرة التربوية بكل مكوناتها إذ كانت في حدود 30 بالمائة في الدورة الرئيسية محافظة بذلك على مرتبة تقليدية في مؤخرة الترتيب الوطني للإدارات الجهوية للتربية ولئن تواصل هذا الوضع الرديء لنتائج الباكالوريا بولاية قفصة لسنوات فانه لابد من التذكير ان جهة قفصة حصدت فيما مضى مراتب مشرفة وطنيا وكان أبناؤها من نجباء الباكالوريا يحصلون على معدلات ممتازة في المستوى الوطني ويفتكون المراتب الأولى في أكثر من اختصاص وهنا يطرح السؤال المحير حقا ما الذي حدث حتى تصبح الجهة في هذه الوضعية المزرية وما المطلوب لإعادة قاطرة الباكالوريا إلى سكتها. لم يعد خافيا على احد تراكم عديد المشاكل والنقائص في المؤسسات التربوية بالجهة مرورا بالمدارس الابتدائية وصولا إلى الاعداديات والمعاهد وذلك جلي في الاكتظاظ ونقص التجهيزات وغياب أعمال التهيئة والصيانة وضعف مستوى تأطير التلاميذ واستقالة الاولياء وافتقار الجهة إلى أطراف مجتمعية فاعلة في القطاع التربوي قادرة على التوجيه والإضافة وبسط المشاكل الحقيقية للقطاع دون نسيان دور ومسؤولية الإطار التربوي وهياكله المتنوعة من أساتذة وأطراف نقابية تربوية وجهات إدارية في هذا السياق وهو ما يدعو اليوم الأسرة التربوية والسلط الجهوية الى أن تتحمل مسؤوليتها في فتح ملف نتائج الباكالوريا بالجهة وطرحه على طاولة النقاش بكل شفافية وبعيدا عن التجاذبات من خلال تشخيص علمي للواقع التربوي والبحث في السبل الناجعة للنهوض بالمنظومة التربوية الجهوية ولابد ان يكون للجميع الكلمة على حد السواء المربي والإداري والتلميذ والولي والمسؤول الجهوي ونشطاء الجمعيات التربوية وذلك لإيجاد الحلول الناجعة لمعضلة الباكالويا التي أصبحت مجال انشغال الناس بولاية قفصة ومحل تساؤلات حارقة بل باتت تشعل الضوء الأحمر أمام الجميع. ان إشكالات متشابكة لها تأثير مباشر على هذا الوضع التربوي الكارثي الذي لم يعد مقبولا ووصل أثره هذه السنة إلى المعهد النموذجي الذي تأجل فيه 4 تلاميذ إلى دورة التدارك في سابقة هي الأولى من نوعها بالجهة مع حديث عن نجاحات بمعدلات مهينة بهذه المؤسسة وهو ما يدفع إلى التساؤل عن طبيعة التحصيل الدراسي بمعاهد الجهة عموما وبالمعهد النموذجي خصوصا وعن حقيقة الوضع التربوي وإشكالاته الجوهرية ومن الملاحظات المسجلة خلال النتائج الأخيرة أيضا فقدان معاهد قفصةالمدينة بريقها في مستوى النتائج لتتمكن معاهد المعتمديات من حيازة المراتب الأولى وخصوصا معاهد الحوض المنجمي. إنها ملاحظات أولية وتساؤلات في حاجة إلى إجابات عميقة تمهيدا لبداية معالجة ناجعة لنتائج الباكالوريا بالجهة التي تنطلق ولا شك من الأسباب.