قالت واشنطن إن الإسراع في الوصول إلى وقف للعنف في سوريا سيساعد الحيلولة دون قيام سيناريو كارثي يهدد المنطقة برمتها فيما بدأ الجيش السوري في تنفيذ مناورات عسكرية بحرية وجوية وبرية ضخمة.
اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس أن الاسراع في وقف العنف بسورية سيساعد في منع تطور الوضع بموجب سيناريو كارثي.
المنطقة برمتها مستهدفة
وقالت كلينتون عقب لقائها نظيرها الياباني على هامش المؤتمر الدولي حول افغانستان في طوكيو «كلما اسرعنا في وقف العنف كلما قل عدد الذين سيقتلون.. وهذا ليس كل شيء.. هناك فرصة لتخليص الدولة السورية من عاصفة كارثية لا تهدد البلاد فحسب، بل والمنطقة بأكملها ».
وتابعت «أنه لا شك، أن المعارضة السورية أضحت أكثر فعالية في الدفاع عن نفسها وباتت في موقع هجومي»، حسب قولها. بدوره, حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن العنف الذي يجتاح سوريا اتخذ منحى أسوأ ويتجه الى اكتساب طابع طائفي. وقال بان للصحفيين على هامش مؤتمر دولي للمساعدات لأفغانستان في طوكيو :»تدهور الوضع بدرجة كبيرة واكتسب طابعا عسكريا متزايدا. لاتزال انتهاكات مروعة لحقوق الانسان تحدث. القتل والعنف اكتسبا طابعا طائفيا مثيرا للقلق الشديد».
وتصر قوى غربية ودول خليجية على ضرورة تنحي النظام السوري حتى يتسنى إجراء إصلاحات في سوريا في حين أن خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان تنص على إجراء حوار وطني.
وأشار بان فيما يبدو إلى أنه من الممكن أن تقوم الأممالمتحدة بتحرك آخر إذا استمرت أعمال العنف». وقال «يجب على الحكومة السورية وجميع الأطراف الالتزام من جديد بخطة النقاط الست بالكامل. فإذا استمرت الأطراف في الاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي فسيكون على المجلس القيام بالتحرك الجماعي اللازم».
مناورات عسكرية ضخمة
عسكريا , شرعت القوات المسلحة السورية ابتداء من أول أمس السبت بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر ل 10 أيام، تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية للجيش والوقوف على مدى قدرته على تنفيذ جميع المهام التي يكلف بها في ظروف مشابهة لظروف الأعمال القتالية المحتملة براً وبحراً وجواً.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أنه في هذا الإطار بدأت القوات البحرية بتنفيذ مشروع عمليات بالذخيرة الحية، شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معادٍ مفاجئ.
وأضافت أن القوات المشاركة في المشروع تمكنت من صد هجوم افتراضي بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية. وحضر المشروع العماد داود عبد الله راجحة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السوري، يرافقه عدد من كبار الضباط.
عنان يلتقي الأسد
في هذه الأثناء , أكدت مصادر إعلامية وسياسية مطلعة وصول المبعوث الدولي كوفي عنان إلى دمشق مساء أمس. وكان في استقبال عنان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد .
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين السوري «جهاد مقدسي» قد أشار إلى أن المبعوث الدولي إلى سوريا «كوفي عنان» سيزور دمشق اليوم الاثنين. وأشارت قناة «الميادين» الفضائية إلى أن عنان سيلتقي الرئيس «بشار الأسد» خلال زيارته المزمعة.
وكان «عنان» قد قام بزيارة إلى دمشق أواخر ماي الماضي، التقى خلالها الرئيس «الأسد» وعددا من المسؤولين، ووفدا من «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، إضافة إلى شخصيات أخرى.
وتعد زيارة «عنان» إلى سوريا هي الثالثة منذ تعيينه موفدا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في فيفري الماضي.