تزامن الارتفاع الكبير لدرجات حرارة الطقس في مختلف جهات البلاد مع انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي والماء الصالح للشراب في عدة أحياء مما أثار غضب متساكني هذه الجهات واستنكارهم. وقد زاد توقّف عمل المكيفات والثلاجات لساعات من معاناة هؤلاء المتضرّرين الى جانب إتلاف المواد الغذائية خاصة بالنسبة الى العائلات التي تحتفل بمناسبات الأفراح والتي تضرّرت من تلف كميات هامة من المواد الغذائية بسبب عدم تشغيل الثلاجات.
انقطاع الماء في مثل هذه الظروف ودون سابق إعلام زاد الطين بلّة وصعّد معاناة الأهالي الذين لم يجدوا حلاّ لمواجهة درجات الحرارة.«الشروق» اتصلت بمصادر من «الستاغ» ورئيس مدير عام «الصوناد» السيد الهادي بالحاج وبمصادر من معهد الرصد الجوي لمعرفة مدى تواصل هذه الموجة من حرارة الطقس.
أسباب انقطاع الماء
في البداية ذكر السيد الهادي بالحاج رئيس مدير عام «الصوناد» ان ارتفاع درجات الحرارة تسبّب في استهلاك مفرط للماء وقد تمّ تسجيل زيادة بين 10 و15٪ في صفاقس وقد تمّ تسجيل زيادة جملية ب20٪ مما تسبب يوم الاثنين الماضي في انقطاع الماء على مناطق الساحل وصفاقس والقيروان وجربة وماطر وغيرها من المدن تراوحت بين ساعة وساعة ونصف ويتوقع مصدرنا أن الوضع سيكون عاديا اليوم.
وأضاف مصدرنا أن الوضع غير مسبوق ذلك أن استهلاك الماء يتواصل ليلا في الوقت الذي تستغلّه الشركة عادة لملء الخزانات مما جعلها لا تمتلئ بالمرة.وينتظر أن يعقد يوم إعلامي في صفاقس يوم 20 جويلية لبسط الوضع والمشاكل المطروحة على المواطنين كما ينتظر أن يتمّ خلال الفترة القادمة حفر 3 آبار عميقة لتغطية حاجيات صفاقس والساحل كما تمّ إعداد مشروع لتحسين التزويد بالماء وذلك ببناء خزان ومحطة ضخّ في البرجين وإعادة تأهيل محطة كركر. وينتظر أن تكون هذه المشاريع جاهزة قبل صائفة 2014، في انتظار الحل الجذري المتمثل في تحلية مياه البحر المتوقع دخوله حيّز الاستغلال في 2020.
لكن السؤال المطروح لماذا هذه الانقطاعات وهذا النقص في المياه في هذه الفترة ولماذا زاد الاستهلاك مقارنة بالسنوات الماضية؟
عن هذه الأسئلة يجيب السيد بالحاج أن شبكة ربط العائلات بالماء توسّعت في 2011 (بناءات جديدة..) على طول طريق جلمة وسيدي بوزيد وآبار جلمة التي كانت تنقل 35 ألف م3 في اليوم لصفاقس أصبحت تستهلك في الطريق ولا يصل منها لصفاقس سوى 25 ألف م3 في اليوم بالاضافة الى هذا النقص سجّلت زيادة في استهلاك المياه لهذه الولاية مما جعل الخزانات من منتصف جوان الماضي تعاني نقصا واضحا في المياه.بالاضافة الى كل ذلك فإن انقطاع التيار الكهربائي يعطل عملية نقل المياه في الشبكة.
ولاحظ مصدرنا أن الاستهلاك المفرط تجاوز كل التوقعات فهذه الأزمة كان متوقعا أن نصل إليها في 2015 لكن زيادة الاستهلاك وتعطّل إنجاز المشاريع الكبرى سرّع في بروزها خلال هذا العام.
تطوّر الاستهلاك
من جهتها ذكرت مصادر مطلعة ب«الستاغ» أنه تمّ يوم الاثنين الماضي رصد زيادة 7.5٪ من استهلاك الكهرباء مقارنة بذروة الاستهلاك في 2011 مما تسبب في توقف فجئي لثلاثة مولّدات كهربائية. وقد استعملت الشركة وسائلها المتاحة لتعويض هذا النقص وبطاقتها القصوى (37 مولدا) لكن ذلك لم يكف لتغطية الحاجيات مما اضطرّ الشركة لقطع دوري للكهرباء على بعض المناطق السكنية حفاظا على التوازن بين التزويد والطلب وحماية للمنظومة الكهربائية. ولاحظت مصادرنا أن فرق «الستاغ» لا تدّخر وسعا في إصلاح الأعطاب الطارئة كما أنها تتعرّض رغم المجهود لاعتداءات من المواطنين في مناطق عديدة. ودعت المواطنين الى تفهم الوضع الذي لا يعود الى تقصير من الشركة بل الى الامكانيات الموجودة.
حرارة قياسية ؟
سألنا مصادرنا لماذا تحدث الانقطاعات في الماء والكهرباء هذا العام تحديدا فأجابت بأنه كل سنة تحدث هذه الانقطاعات لكن الاعلام أصبح أكثر متابعة لشواغل المواطن.كما سألنا مصادر من معهد الرصد الجوي عمّا إذا كانت درجات الحرارة لهذه الصائفة قياسية فأجابت بأنه مقارنة بشهر جويلية تعدّ درجات الحرارة هذا العام مشطة لكنها ليست قياسية مقارنة ببقية أشهر الصيف إذ سجلت في 2003 درجات حرارة في تونس بأكثر من 48 درجة.
وحول الانخفاض الممكن لدرجات الحرارة ذكرت نفس المصادر أنها ستتقلص نسبيا بالنسبة الى الشمال يوم الخميس القادم. وسترتفع يومي السبت والأحد القادمين لكن يتوقع أن تنخفض الحرارة نسبيا على كامل البلاد بداية من يوم الاثنين القادم.