تنشط سوق الذهب في مثل هذه الفترة بقفصة لارتباطها بموسم الأعراس من كل سنة فأغلب العائلات القفصية تختار الصيف لتحديد مواعيد الزفاف وهو ما يمثل فرصة لتنشيط الاسواق ومنها سوق الذهب في الجهة. «الشروق» تنقلت بين المحلات لرصد الظاهرة والانطباعات الا انها وقفت على حقيقة مغايرة تماما لما هو متعارف عليه في مثل هذه الفترة التي برزت فيها معوقات من نوع خاص حكمت على هذا النوع من البضاعة بالركود.
وحسب حبيب السنوسي وهو امين سابق لسوق الذهب اكد ل«للشروق» ان سعر الغرام ازداد في ظرف السنة الاخيرة ثلاثة اضعافه ليبلغ هذه الايام 78د وهو ما اثر على البيع والشراء كما ان الثقة اهتزت مع الحريف واصبحنا غير قادرين على «الكريدي» باعتبار ان المزودين في حد ذاتهم باتوا يرفضون مثل هذا النوع من التعامل. السوسي أضاف أن الغش موجود وهوما جعل الحريف يخاف ويقرأ الف حساب قبل الاقدام على شراء الذهب حيث اكد ان بعض الحرفاء لا يتفطنون إلى نوع «ذوق» الذهب الا عندما يريدون بيعه أو رهنه عندها يعرف الشاري انه اشترى «ذوق 9» مثلا على اساس انه «ذوق 18» فالحذر واجب والاستنجاد بأمين السوق احيانا اكثر من ضروري ويبقى مع ذلك الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه والحمد لله هم قلة قليلة من الدخلاء على القطاع.
أما زميله الطاهر العبيدي وهو صائغي بائع فقد اكد على ان المسالة الامنية مثلت الهاجس الكبير بالنسبة لأصحاب المهنة حيث قال اغلب السلع احتفظنا بها في المنازل خاصة في الفترة الاولى للثورة لقد قضينا اكثر من 4 اشهر ومحلاتنا مغلقة والى الان نحن لا نعرض كامل سلعنا لقد تضررنا كثيرا.
فيما كان رأي نصرة بالقاضي وهو صاحب محل لبيع المصوغ لا يختلف كثيرا عن سابقيه والذي اكد على النقص الحاصل في البيع والذي يعود بالأساس إلى غلاء سعر الذهب وارتفاعه المتزايد وهو ما خلق نوعا من الاحتكار للسلع من طرف المزودين الكبار، مضيفا قديما كنا نشتري من عندهم ب«الكريدي» والآن احيانا يخفون السلع ويرفضون حتى البيع بالحاضر في انتظار ارتفاع سعر الغرام من الذهب لان سعره غير مستقر عامل اخر اضر بنا كتجار قفصة هو انه في الاعراس كل شيء يتكفل به الرجل من بناء وتأثيث ولا يصل إلى مرحلة شراء الذهب إلا وقد انهكته المصاريف بعكس بعض المناطق الاخرى في الجمهورية هناك تعاون تام بين العروسين لقد عاد كثير من الحرفاء إلى «البلاكيور» لان المواطن اصبح عاجزا عن مسايرة ارتفاع سعر الذهب.
أما الحرفاء الذين التقتهم «الشروق» بالأسواق فقد اجمعوا على أن غلاء الاسعار وراء عدم الاقبال على شراء الذهب واحيانا يلتجئ العريس لشراء القديم وتشبيبه أو شراء الصياغة المستوردة واحيانا يضطر حتى إلى سلفة البضاعة أو إكرائها واعادتها إلى اصحابها بعد العرس... طرق عديدة تحدث عنها الحرفاء منها حتى اقتناء «الفالصو» بالاتفاق بين العروسين أو حتى بدونه والسبب هو واحد قلة ذات اليد والعجز التام عن مسايرة الارتفاع اليومي لسعر الذهب.