خلافا لما يعرض من سلع و غلال في الأسواق الموازية و على قارعة الطريق لاحظنا هذه الأيام ومع اقتراب موسم الأفراح انتصابا ملفتا للانتباه ل" اكسسوارات" متنوعة من "البلاكيور" قابله تزاحم كبير من المواطنين لا نعرف إن كان للاقتناء أم للاستمتاع ببهرجه الخلاب . " التونسية " تحولت إلى الشارع وحاولت رصد بعض الآراء حول مدى إقبال التونسي على "البلاكيور" و الأسباب الكامنة وراء ذلك و مدى تأثيره على أسواق "البركة". "خلي الزوالي يعرس !" يقول سهيل بائع حلي "البلاكيور" وأصيل منطقة سبيبة بالقصرين :" كنت أبيع الملابس في" بومنديل" لكن هذه الأيام لاحظت اقبالا كبيرا على البلاكيور بحكم أن صديقا لي كان يمارس هذه التجارة فقررت النسج على منواله وقد جلبنا كميات البلاكيور من الجزائر ولم نجد مشكلة في ذلك وخاصة مع الديوانة كما أن هذا النوع من الحلي يجد هذه الأيام رواجا كبيرا بحكم أن الظروف الاجتماعية للتونسي " على قد حالها" وإذا فكر في اقتناء الذهب لن يتزوج ". "بلاكيور " الجزائر عوض "ذهب ليبيا" أما علاء الدين ( 25 سنة تاجر بلاكيور أصيل ولاية قفصة ) فيقول : " هذا النوع موجود منذ القدم ونحن نجلبه حتى في عهد المخلوع لكن تواجده في الأسواق التونسية هذه الأيام فاق السنوات الفارطة وربما يعود ذلك إلى تراجع تجارة الذهب الليبي والذي غير وجهة التجار إلى جلب هذا النوع من الحلي من الجزائر ". "يسبب لي حساسية" وتقول حياة (أستاذة فرنسية) : "انأ لا أقتني البلاكيور بالرغم من أن مظهره يبهرني لان ارتداءه يسبب لي حساسية لكنني أرى انه يمثل حلا مناسبا لتجاوز أزمة الزواج خاصة في ظل غلاء أسعار الذهب ( 65 دينارا الغرام الواحد) ولو كنت من ضعاف الحال لا أمانع من أن تقدم لي " صياغة من البلاكيور" . لا أقبل بغير الذهب وتجزم يسرى طالبة الحقوق وهي على أبواب الزواج : " ارفض ان تقدم لي "صياغة فرحة العمر" بلاكيور وان لم يتوفّر الذهب نؤجّل موعد الزواج لأنه أمر ضروري لكن لا أمانع من أن تكون بعض الحلي التي يرتبط ارتداؤها بالمناسبات من البلاكيور ". إمكانياتي لا تسمح بشراء الذهب وحسم لسعد بائع كاكي موقفه قائلا : " إن فكرت في شراء الذهب لن أتزوج ثم إن عملي هذا بالكاد يوفر لي قوت يومي ودون شك إن فكرت في الزواج ساشتري البلاكيور وسأكون واضحا مع المعنية بالأمر منذ الوهلة الأولى ومن تريد الزواج بي لابد أن تراعي ظروفي". الذهب يبقى العمود الفقري لعاداتنا وتقاليدنا في المقابل أكّد السيد المهدي الشاوش خبير في الذهب وصاحب محلات بيع المصوغ : " وجود البلاكيور في الأسواق لا يؤثر علي المبيعات لان الذهب يبقى مطلوبا في أفراحنا ومناسباتنا وهو العمود الفقري لعاداتنا وتقاليدنا وأسواق البركة لها موعد مع حرفائها كل صائفة وهي تشهد حاليا إقبالا يبشر بخير ثم إن تونس البلد العربي الوحيد الذي يبيع الذهب بأسعار منخفضة مقارنة بثمنه الحقيقي في البورصة العالمية كما أن عمليات التكسير تصل في تونس إلى 40 دينارا بينما في أوروبا 51 دينارا إضافة إلى ذلك قمنا في الآونة الأخيرة بالتخفيض في الميزان من 4 غرام إلى 2.5 غرام مراعاة للظروف و حتى تصبح في المتناول هذا إلى جانب البيع بالتسهيلات ." ليس هناك قضايا لكنها تذكر من ضمن عيوب الزوج يقول المحامي الأستاذ "عبد الحميد الرابحي" : " المحاكم في تونس لم تتناول قضية تعرضت فيها العروس إلى الغش من قبل زوجها في ما يخص "الصياغة" لكن هذه المشكلة طرحت عديد المرات ضمن سرد عيوب الزوج وعدم الايفاء بواجباته وعادة ما يكون الزوجان موافقين على نوعية الحلي". الحساسية ليست حكرا على "البلاكيور" وأوضحت " السيدة بن زايد" أخصائية في الامراض الجلدية أن اغلب التونسيات يتزين بالبلاكيور و المصوغ المقلد ولا يعانين من أي تأثير سلبي وصحيح بحكم اختصاصنا نتعرض لحالات مختلفة لكن الحساسية لا تقتصر على هذا النوع من الحلي بل نجد من يعاني من حساسية جراء ارتدائه للذهب أو الفضة و الحساسية تختلف من شخص لآخر و الأمر متعلق بالخلايا لا بالشيء الملبوس أو المأكول.
و حول موقف الديوانة من هذا النوع من السلع وكيفية دخولها إلى تونس وما إذا كانت قد حجزت كميات من "البلاكيور " اتصلت "التونسية" بهذا السلك لكن تعذر عليها ذلك ولم يجب احد.