بعد غزو"البلاكيور" الأسواق التونسية ومزاحمته للذهب تطفو اليوم على السطح ظاهرة جديدة كان لها وقعها الكبير على أسعار الذهب وتراجع الإقبال عليه في موسم الذروة وهي إقدام عديد الليبيين الفارين إلى تونس على بيع كميات كبيرة من مصوغهم إلى العديد من التجار وخاصة في الجنوب التونسي. "الصباح" تحولت إلى سوق البركة بتونس العاصمة لرصد آراء التجار لرصد هذه الظاهرة الحديثة على سوق. الياس البحري احد التجار وصاحب مصاغة حيث أبدى قلقه من تراجع إقبال التونسي على شراء الذهب في موسم الذروة. وأكد "أن الإقبال على شراء الذهب هذه الصائفة اقل بكثير من صائفة 2010 خاصة وان عديد التونسيين قرروا اثر الثورة تأجيل مواعيد أعراسهم إلى حين عودة الأمن". وفي سياق حديثه أفاد بان سعر الغرام الواحد من الذهب يتراوح بين 57 و65 دينار وهو في المتناول". وعن مزاحمة " البلاكيور" للذهب أفاد محمد بن سالم عامل بمصاغة بان هذه الظاهرة قديمة لكن هذا النوع لقي رواجا كبيرا في هذه الفترة نظرا لأهمية الكميات التي وقع تهريبها من الجزائر لكن التونسي غير قادر على القطع مع الذهب ومع سوق البركة لأن العادة جرت أن يكون الذهب حاضرا في العرس التونسي حتى وان قلت الكمية مقارنة بما عهدناه في السابق واقصد "غربال الذهب". أمّا المشكل القائم حاليا والذي كان له الأثرالكبير على سوق الذهب اليوم حسب خليفة الزحافي (صاحب محل بيع ذهب بسوق البركة) هو:" أن العديد من الليبيين الفارين إلى تونس قاموا ببيع كميات هامة من الذهب كان بحوزتهم خاصة وان أكثر من 80 بالمائة منهم قد نفذت أرصدتهم التي حولوها إلى تونس ومقابل ذلك استغل العديد من تجار الجنوب وتحديدا ببنقردان هذا الظرف الاستثنائي واشتروا كميات الذهب بأسعار ضئيلة جدا. كما استغلوا التجار في مدن الجنوب الوضع ليحددوا سعر الذهب الليبي بمبلغ لا يتعدى ال 40 دينار للغرام الواحد". وأبدى من جانبه اسلم فخفاخ (عامل بمصاغة بالسوق) ارتياحه لعودة إقبال التونسي على زيارة سوق البركة "وان قلت عمليات الشراء غير أنّ زيارة التونسي للسوق تعهد مهمة بالنسبة لتجار "البركة "خاصة بعد أن تراجع الإقبال عليه بعد الثورة نتيجة تخوف العديد من اعتصامات القصبة المتتالية".