يا هلال رمضان، لقد أذنت لنا بشهر لياليه أنور الليالي، ففي هذا الشهر المبارك يرجع الإنسان إلى نفسه يحاسبها، فيقمع ميوله إلى الإضرار بالغير فيصوم لسانه عن الكذب والإفك، ورجلاه عن السعي إلى الباطل، وعيناه عن النظر إلى ما لا يعنيه، والأذن عن الاستماع إلى النميمة والذم والشتم والتعدي على الأخلاق الكريمة. في هذا الشهر المبارك تصوم الجوارح عن الذنوب والقبائح والشرور وأقول لك أيها الهلال: مرحى لك وألف مرحى، أنت مفتاح كل خير، مفتاح شهر، هو شهر الإحسان والرضوان والغفران، وشهر التآزر والتكافل والتضامن وحبّ الأوطان.
يا هلال رمضان، أنت أذنت لنا بالصيام، أتيت لنا بشهر لياليه أنور من الأيام، مصابيحها متألقة، مرحى، مرحى يا هلال رمضان، فأنت عنوان هذا الشهر، شهر التوسعة والتآزر وعدم إلحاق الضرر بالناس.
طوبى لك أيها الهلال، ونهنئ أنفسنا بك، ونهنئ كافة المسلمين في جميع أرجاء الدنيا، يا هلال رمضان، نستقبلك بالحفاوة والترحيب الغامر، نجدد فيك العهد مع الصيام، أذنت لنا بشهر يعلمنا تقوية الإرادة، وتجلي العزيمة، ويغرس في نفوسنا التعود على الفضائل، على المثابرة في العمل، والإخلاص والتفاني في خدمة المبادئ والمثل العليا من حبّ الخير والحق والجمال، وترسيخ جذور الأخوّة والتآزر والمحبّة والإحساس بما يحسّ به الغير من عواطف الوفاء والإخلاص لله وللوطن. يا هلال رمضان، نعدك بأننا ننكر ذواتنا ونحملها على حب غيرنا، والتفاني في خدمة المجتمع وإصلاح ما فسد من عاداتنا والاستمرار في طريق الخير وبذر بذور المحبّة لنيل ثمار السعادة والهناء والفوز برضى الله تعالى.