يعتبر حي سيدي عبد الله، الواقع بالمدخل الشرقي لبلدية ماطر، نقطة سوداء شوهت المدينة، تنعدم فيه أبسط ملامح الحياة الكريمة، حيث لاتزال أكثر من 50 عائلة تتجرع الأمرّين، بين تسربات قنوات الصرف ومخاطر التيار الكهربائي. رغم تشكياتهم المستمرة بضرورة انتشالهم من هذه المأساة التي جعلتهم يصارعون قساوة ظروفهم الاجتماعية التي لم يعد بمقدرتهم التعايش معها، خاصة أن محلاتهم تعود نشأتها الى الحقبة الاستعمارية، لتتواصل بذلك معاناة هؤلاء المواطنين الى اشعار غير معلوم في ظل تقاعس السلطات المحلية في ايجاد مخرج فعلي يخلصهم من ويلات حياة البؤس والحرمان. لاتزال العشرات من العائلات بهذا الحي، تعيش حالة لامتناهية من المعاناة والخوف الدائم، لاسيما أثناء التقلبات الجوية التي تزيد من خطر سقوط هذه المساكن فوق رؤوس قاطنيها، خاصة أن غالبية هذه المنازل مشيدة من مواد تقليدية الصنع، مشكلة من الطوب والحجارة التي تعرف تدهورا مستمرا نتيجة اتساع حجم التصدعات بجدرانها، جراء هشاشتها وتلف أسقفها «الشروق» التي وقفت على الوضعية المزرية لهذا الحي رغبة منها في رفع انشغالات ومطالب سكانه الذين أعربوا عن استيائهم الشديد من استمرار هذه الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ أمد بعيد دون أن تلوح في الأفق بوادر التغيير، فرغم تواجده بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 7، الا أنه ظل بعيدا كل البعد عن أعين المسؤولين الذين كثيرا ما غضوا الطرف عن التكفل بانشغالات سكانه وحقهم في الاستفادة من عمليات تحسين وتهيئة محلاتهم، تكفل لهم العيش بكرامة.