لا يزال سكان قرية القراقيب، التابعة اداريا لمعتمدية غزالة الواقعة حوالي 70 كلم جنوب مدينة بنزرت، يعيشون حياة مزرية بسبب افتقارهم للكثير من المرافق.. ومن بين المشاكل التي مازال هؤلاء السكان يتخبطون فيها، العزلة الخانقة. مكتب بنزرت (الشروق) عزلة ناتجة عن الانعدام الكلي لوسائل النقل باختلاف أصنافها.. وذلك ما جعل الاعتماد على الدواب بشكل دائم للوصول الى المعبد حيث يترقبون اكثر من ساعة مرور سيارة نقل ريفي للظفر بمكان حتى يصلوا الى غزالة أو ماطر. وحسب العديد من سكان المنطقة، فان هذا الطريق لا يصلح حتى للدواب، مما يتسبب في الكوارث المرورية لدرجة أن السكان أطلقوا عليه «مسلك الموت»، ما يضطر عابريه في أغلب الأحيان الى قطع المسافة السالفة الذكر مشيا على الأقدام أو استعمال الدواب كوسيلة للتنقل من والى الطريق المعبد، سواء في حالة نقل المرضى وكبار السن أوحمل بعض اللوازم والحاجيات الثقيلة.. كما يشكو سكان هذه المنطقة المحرومة من أدنى ضروريات الحياة، مثل انعدام المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يجبر الأطفال والآباء على البحثِ المستمر عن مصادر هذه المادة الحيوية، اذ يلجأ المواطن البسيط هناك الى جلب الماء بواسطة صهاريج من مناطق مجاورة. من جهة أخرى يجد متساكنو القراقيب صعوبات جمة صيفا وشتاء فمع قساوة الطبيعة يزداد تناسي الدولة لهذه المنطقة النائية والمحرومة من ادنى مقتضيات العيش الكريم وكل ما يطلبه الاهالي هنا، هو مسكن وتحسين ظروف التنقل والصحة وخاصة الماء الصالح للشراب. والشيء الذي يجعل الزائر الى هذه المنطقة يحس بالكثير من الاحباط ويخطر في باله العديد من التساؤلات، كيف يمكن للدولة ان ترتاح لما ترى اناسا محترمين يعيشون تحت مساكن بدائية لا تصلح صيفا ولا شتاء؟ اين المنظمات والجمعيات والاحزاب والمجتمع المدني في الظروف القاسية التي يعيشها اهالي القراقيب؟ من جهتها، حاولت الشروق عدة مرات الاتصال هاتفيا بالسيد معتمد غزالة للوقوف على اسباب معاناة اهالي القراقيب، ولكن في كل مرة يتعذر علينا ذلك بسبب انشغاله (حسب ذكر كتابة المعتمدية) لتبقى هكذا معاناة سكان منطقة القراقيب دون جواب يشفي الصدور. فهل ستنظر سلطة الاشراف بعين الرحمة الى هذه المنطقة المنكوبة جغرافيا واداريا ؟