يفتح قصر العبدلية بالمرسى أبوابه مجددا، ليستأنف أنشطته الثقافية بعد راحة اضطرارية... ورائحة السياسة وحساباتها تصاعدت منها واضحة جلية... بيد أن الثقافة صامدة برجالاتها وبفنونها ومبدعيها. العبدلية ستفتح أبوابها يوم الأربعاء 25 جويلية المقبل في ليلة هي ا لأولى من مهرجانها المعروف «ليالي العبدلية»، سهرة طربية تؤمنها فرقة الموسيقى العربية للفنانة المصرية رتيبة الحفني، وتليها سهرة في اليوم الموالي مع فرقة التخت الموسيقي بصفاقس.
ويمكن القول إن برمجة «ليالي العبدلية» برمجة ثرية مقارنة ببرمجة عديد المهرجانات وخاصة مهرجانات المدينة. برمجة أعادت فتح قصر العبدلية بعد إغلاقه، في شهر الصيام وأضفت عليه نكهة رمضانية، تشبع منها الأذن والعين قبل البطون، في سهرات من تونس ومن خارجها... سهرات تجمع بين الطرب الأصيل والإنشاد الصوفي.
برمجة جمعت Giseppe Gambi بأسماء وفرق عربية على غرار فرقة طرابلس للمالوف والمدائح والموسيقى العربية وفرقة المقام العراقي بالإضافة إلى شيوخ سلاطين الطرب... العبدلية، ستجمع أسماء لم يسبق أن اجتمعت في تظاهرة ثقافية معينة... لاختلاف توجهاتهم الموسيقية.. ففي العبدلية سيسبح الجمهور مع خالد بن يحيى وعبير النصراوي وأحمد جلهام في «بحور العشق»، وسيلتقي الجمهور الفنان مقداد السهيلي في عرض ارتجال.
تكريم
وفي ذات الفضاء (العبدلية) سيكرم الفنان الراحل الهادي قلة بصوت زميله الملتزم محمد بحر ولن يقتصر التكريم على هذا المبدع التونسي الراحل بل سيشمل المطربة الراحلة وردة الجزائرية عبر أغانيها بصوت المطربة التونسية علياء بلعيد. وسيكون للفجر حصاده مع الفنان شريف علوي في عرض «حصاد الفجر» بعد شبه غياب عن الساحة الفنية.
الشبان حاضرون
في العبدلية ستشدو كذلك أصوات شابة تحمل مشروعا موسيقيا محترما على غرار بديعة بوحريزي ومحمد علي كمون وفاضل بوبكر وشبان أوركسترا المرحلة وإلى كل ذلك سيسجل الغناء الصوفي حضوره في عرض «تجليات» وفي عرض الفنان فوزي بن قمرة وعروض سبق أن ذكرناها، ليكون مسك الختام مع عرض لمجموعة الفنان أسامة فرحات.
كل هذه العروض إنما أشرفت على تنظيمها المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس، بإشراف وزارة الثقافة، والنقطة الإيجابية في تنظيم «ليالي العبدلية» وإعادة فتح الفضاء، هي ما أكدته لنا مصادر مطلعة عن حرص وزير الثقافة بنفسه على إعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء الثقافي.