رفضت روسيا امس الانتقادات الدولية لاستخدامها الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا ووصفتها بانها «غير مقبولة بالمرة» في وقت تمكنت فيه دمشق من السيطرة على عدة احياء وتطهيرها من المسلحين ووعدت ب«انباء سارة». وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ايضا خططا أمريكية بالعمل مع شركاء لم تسمهم من خارج مجلس الامن الدولي لتكثيف الضغوط على الحكومة السورية.
واستخدمت روسيا والصين الفيتو اول امس ضد مشروع قرار كان سيهدد السلطات السورية بفرض عقوبات اذا لم توقف أعمال العنف ضد الانتفاضة تلميحات فجة
ورفض لوكاشيفيتش الانتقادات قائلا «بدلا من اصدار تلميحات فجة عن السياسة الروسية... يتعين على شركائنا الغربيين ان يفعلوا شيئا على اضعف الايمان لتشجيع المعارضة المسلحة كي تسير على درب التسوية السلمية».
وهذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها روسيا والصين الفيتو لعرقلة الجهود الغربية الرامية لتكثيف الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة إنه بعد الفيتو «سنكثف من عملنا مع مجموعة متنوعة من الشركاء من خارج مجلس الأمن للضغط على نظام الأسد ولتوصيل المساعدات إلى من يحتاجونها».
وأكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي ان موسكو ستدعم مشروع القرار حول تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية والذي أعدته باكستان لدى التصويت عليه في مجلس الامن الدولي امس.
وقال غاتيلوف في تصريح لوكالة «انتر فاكس» الروسية للأنباء: «سندعم (هذا المشروع) لاننا شاركنا في اعداده سوية مع الشركاء الباكستانيين». وينص مشروع القرار الذي طرحته اسلام اباد على تمديد التفويض الممنوح لبعثة المراقببين الدوليين من قبل الاممالمتحدة ل45 يوما اضافيا بعد انتهاء سريان مفعوله بحلول 21 جويلية الجاري
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق الفيتو اثناء تصويت مجلس الامن الدولي على مشروع القرار الغربي حول سوريا الذي يتضمن اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة.
ويقضي مشروع القرار هذا بتمديد فترة عمل المراقبين لمدة 45 يوما مع منح مهلة 10 ايام للحكومة السورية لكي توقف اعمال العنف وتسحب القوات من المناطق السكنية... وفي حال عدم التزام دمشق بهذا المطلب يقضي المشروع الغربي بفرض عقوبات تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية، الامر الذي كانت تعارضه روسيا والصين بشدة.
وكانت روسيا قد قدمت مشروع قرار بديلا ينص على تمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين لفترة ثلاثة أشهر، لكنها قررت في اللحظة الاخيرة عدم احالة هذا المشروع للتصويت..
ودعت موسكو كافة أعضاء مجلس الامن الدولي الى التصويت لصالح مشروع القرار الباكستاني. وقال الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية أمام الصحفيين: «نحن مستعدون لدعم المشروع الفني (لتمديد مهمة المراقبين) الذي نأمل النظر فيه». وتابع قائلا: «نأمل ايضا ان كافة شركائنا في مجلس الامن الدولي، بالرغم مما حدث امس الاول، سيتخذون الموقف المناسب لدى مصادقتهم على هذا القرار المهم». وأكد ان «روسيا مستعدة لهذا السيناريو، وهي على استعداد للعمل سوية مع الشركاء من أجل إعداد مشروع قرار متوازن بهذا الشأن».
من جانبه اكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط كيريل كوكتيش ان خطة كوفي عنان ستحصل على فرصة للتمديد وعنان سيكون لديه وقت لمواصلة عمله. واعتبر ان واشنطن غير مستعدة الآن لعملية عسكرية وهناك شكوك اصلا في ان يفرض حظر جوي على سوريا، لأن دفاعاتها الجوية قوية
نفي وتأكيد
من جهة اخرى نفت وزارة الإعلام السورية امس في بيان موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي، وفقا لتصريحات نسبت للسفير الروسي في باريس الكسندر اورلوف.. وقال التلفزيون السوري إن «مضمون ما نسب إلى السفير الروسي في باريس حول موافقة الأسد على التنحي بطريقة حضارية عار عن الصحة تماما».
وكان اورلوف قد قال ردا على سؤال من قبل إذاعة «راديو فرانس انترناسيونال» حول ما إذا كان رحيل الأسد بات مسألة وقت «شخصيا أنا من رأيكم. أعتقد انه من الصعب أن يظل بعد كل ما حصل».
وتابع اورلوف أن البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل حول سوريا في 30 جوان الماضي في جينيف نص على «مرحلة انتقالية نحو نظام أكثر ديمقراطية» وأن «الأسد وافق على البيان الختامي».
وأضاف أن «الأسد عين ممثلا له في المفاوضات مع المعارضة حول المرحلة الانتقالية وهذا معناه أنه وافق على الرحيل لكن بطريقة حضارية». من ناحية أخرى أعلن التلفزيون السوري امس وفاة رئيس المخابرات هشام بختيار متأثرا بجراح أصيب بها في التفجير الذي وقع الأربعاء الماضي في مبنى الأمن القومي في دمشق وأسفر عن مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين في الدائرة المقربة للرئيس السوري بشار الأسد، وهم كل من آصف شوكت صهر الأسد ونائب وزير الدفاع وداود راجحة وزير الدفاع وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية، الذين أقيمت لهم جنازات رسمية امس.
ميدانيا أعلنت قوات الأمن السورية سيطرتها الكاملة على حي الميدان وحي القدم في العاصمة دمشق واجراء عملية تطهير من المسلحين الذين دخلوا في وقتٍ سابق. وقال التلفزيون الرسمي السوري إنَّ الجهات المختصة ضبطت في الحي كميات ضخمة من الاسلحة ورشاشات الدوشكا وأحزمة ناسفة وعبوات وبزَّات عسكرية وقاذفات ار بي جي واجهزة اتصال.
وقال نائب وزير الدفاع السوري إن «الوضع الميداني في دمشق جيد جداً ومطمئن وأخبار سارة ستصدر قريباً جداً». وكان الجيش السوري كثف عملياته في بعض الاحياء التي تسللت اليها المجموعات المسلحة كما بث التلفزيون السوري مشاهد تظهر عدداً من المسلحين قتلى مع اسلحتهم، فيما أكد مصدر أمني سوري للمنار أن لا صحة للأنباء التي تروجها قنوات عربية عن وقوع مناطق في دمشق بأيدي المسلَّحين فيما تحدثت قناة الدنيا عن سقوط مسلحين من جنسيات عربية في عداد القتلى اثر اشتباكات دمشق..