الكهوف والمغارات بولاية سليانة عديدة لكن استثمارها بمجال السياحة البيئية مازال دون تطلعات الاهالي. تاريخ ربوع سليانة تاريخ كبير منذ اقدم العصور وفيها نزعة تعمير وتأسيس تبينها عديد الكهوف والمغاور المنتشرة بعديد مناطق الولاية. آثار هذه المغاور بقيت دليلا تاريخيا شاهدا على عراقة هذه الأرض ومالها من عمق ثقافي تعاقبت الحضارات على إقامة صروحه. فمغارة عين ذهب احدى أهم مغارات الجهة وموضوع حديثنا تقع أسفل سلسلة من الجبال الصخرية الشاهقة وتقع جغرافيا بقرية سيدي عامر التابعة لمنطقة الزريبة لها جمال خاص مدفون بداخلها جعلها تتربع على عرش أجمل مغارة في الكون تليها وصيفتها الكائنة بالمكسيك.
بداية الرحلة
للوصول إلى المغارة يجب عليك قطع مسافة 4 كلم إذ يعترضك مسلك فلاحي مليء بالصخور القديمة ومتناثرة هنا وهناك يصعب على السيارات الخفيفة وحتى الشاحنات عبوره مما أضفى على مكان المغارة جمالا طبيعيا أخّاذا أدهش الزائرين الذين حلّوا بالمغارة منذ استكشافها.
فمغارة عين ذهب تحتوي بداخلها ما لم يوجد بجميع مغارات العالم من اشياء نفيسة ونادرة لا تقدر بثمن مثل السواعد والنوازل البلورية وذلك بشهادة عديد المختصين الفرنسيين في مجال الكهوف الذين زاروها وزاروا عديد المغاور بالعالم إذ يبلغ طول هذه النوازل ال6 أمتار في حين لم يتعدى طولها بالمكسيك ال5 أمتار. أما عن طولها فهو لا يتعدى ال3 كيلومترات، وهي مغارة طبيعية 100% من دون تزويق أو زيادة في إطارها الخارجي أو الداخلي حيث تعتبر هذه المغارة مهدا للاستغوار بتونس. أما وصفها بالداخل وبعد دخول الفتحة تجد مجرى للماء يبعد حوالي 3 أمتار ثم بعد ذلك يعترضك هواء بارد يصل إلى 6 درجات تحت الصفر ثم هناك منعرج في اتجاه اليسار حيث يرتفع طول الماء إلى حوالي 30 صم عن سطح الأرض ثم بعد ذلك يصل ارتفاع الماء ما بين 1.50 متر إلى 1.70 متر ويوجد به احواض صغيرة الحجم إلى ان يصل إلى قرابة 2 أمتار حيث السباحة بهذه المنطقة بعدها توجد قاعة في الاسفل وبعد عشرات الامتار بهذه المغارة 6 طوابق ارضية يعود تاريخها الى ملايين السنين ثم بعد ذلك هناك حوض مستطيل الشكل يصل طوله الى قرابة 50 مترا وعرضه 20 متر وغرق الماء المتواجد به قرابة 1.80 متر.
اما في آخر المغارة فيعترضك جمال حيث السواعد والنوازل البلورية مطلة عليك بسحرها الخلاب الذي اسر قلوب كل من تطلع اليها تكونت بمفعول عامل فيزيائي فبعد ان تلتصق قطرة الماء وتشيح تتجمد بالسقف اوعلى سطح الارض لتكون بعد ذلك بما يسمى stalagmite او stalaglite اي نوازل بلورية من السقف الى تحت او من سطح الارض الى فوق وهي عبارة عن مذنبات حادّة مجمدة حيث يتعدى طولها الى 6 امتار هذا مع العلم وان كل سنة تقريبا يزيد ارتفاع هذه النوازل البلورية قرابة 2 صم.
فميزة المكان التي توجد به مغارة عين ذهب انه مكان حباه الله عن سواه بحيوانات نادرة مثل القط البري الشبيه بالنمر وبعض الحيوانات البريّة الاخرى مثل الضبع والغربان والقنفد وبعض الطيور الجارحة مثل focan Pelerin وهو متواجد بمنطقة سليانة فقط اما عن النبات والاشجار فهي فريدة من نوعها مثل شجرة arbre noble التي تتعدى 120 شجرة بهذه المنطقة حيث تستطيع العيش في حدود 120 سنة تقريبا وهي متواجدة بالولايات المتحدةالامريكية وبكندا. وللمحافظة على هذه النوعية النادرة لماذا لا تفكر ادارة الغابات وبالتنسيق مع وزارة الاشراف بزراعة هذه النوعية النادرة بالعديد من المناطق ببلادنا حتى لا تندثر.