ضمن فعاليات الدورة 22 للمهرجان الصيفي بالمدينةالجديدة الممتد من 7 جويلية 2012 إلى غاية يوم 22 من نفس الشهر أحيا الفنان الشعبي الجزائري عبد الله المناعي حفلا موسيقيا ساهرا. كان في مقدمة الحضور مجموعة من الضيوف وعدد هام من جمهور الأحياء الشعبية بالمنطقة وبدأ الحفل بأغنية «يلي تحبونا» وهي من تأليفه وألحانه أداها في البداية دون موسيقى، ثم أدخل عليها تقاسيم على آلة الزرنة وقد تبعه في ذلك عازفان على آلة الأرغن العصرية، ثم صدح عبد الله المناعي بأغنية من التراث الجزائري بعنوان «على ولد الخالة» ثم تبعتها أغنية على العايشة و«يمة يا غلية» وقد تفاعل الجمهور تفاعلا كبيرا مع المناعي بترديد بعض المقاطع من أغانيه والتصفيق وإطلاق الزغاريد واعتمد عبد الله المناعي خلال هذا الحفل أسلوب المراوحة بين الغناء والشعر الشعبي وقد تميز هذا الحفل بحسن التواصل ين المطرب والجمهور حيث قام الفنان بتشريك الجماهير في تنشيط هذا الحفل بأسلوب مرح نال استحسان جميع الحاضرين، كما قدم الفنان عبد الله المناعي صحبة الشاب محمد الخامس الزغبي بعض الأغاني من التراث الشعبي لمنطقة وادي سوف الجزائرية مثل أغنيتي «خلخالك لان يا طفلة» و«نجمة قطبية» وتواصل الحفل إلى حدود الساعة منتصف الليل حيث أنهى عبد الله المناعي الحفل بأغنيته المشهورة «يا بنت العرجون» وعلى إثر ذك التقت «الشروق» المطرب الشعبي عبد الله المناعي فكان لها معه الحوار التالي:
ماهو برنامج أعمالك خلال هذه الصائفة؟
قبل كل شيء أريد أن أحيي شعب تونس بمناسبة ثورته المجيدة، ما لمسته هذه الأيام من استتباب للأمن في كافة أنجاء الجمهورية شجعني على إبرام عقود حفلات ضمن المهرجانات الصيفية للبعض من مدن الحوض المنجمي مثل الرديف والسند.
في بداية الثمانينات كانت لك فرصة أداء ثنائي لأغنية «يا بنت العرجون» مع الفنانة العربية الكبيرة «هيام يونس» فهل يمكن أن تحدثنا عن تجارب أخرى مماثلة؟ تلك هي التجرية الوحيدة مع امرأة عظيمة وفنانة محترمة جدا، وأظن أنه من الصعب أن يتشجع أي فنان في زماننا هذا لخوض مثل تلك التجربة لأنه ليس من السهل بمكان إتقان الغناء الشعبي البدوي لأنه يحتاج إلى كثير من الصدق والإخلاص فهو تراث الأمة.
هل هناك من تثق بهم من الشباب الصاعد لأخذ المشعل في مجال الأغنية الشعبية التراثية سواء في منطقة وادي سوف بالجزائر أو في تونس؟
تونس والجزائر على حد سواء لم ينجبا إلى حد الآن نجوما بعد رحيل الفنانين العظام مثل يوسف التميمي والجاموسي وعلي الرياحي وغيرهم. كنت قد وجهت دعوة صريحة إلى السلطات الجزائرية في إحدى الصحف لمزيد الاهتمام بالفن الشعبي التراثي لأنه تراث أمة بأسرها فما هي الدعوة التي توجهها إلى وزارة الثقافة التونسية؟
كنت قد توجهت في أحد التصريحات الصحفية بالجنوب التونسي بنقد لاذع إلى الساهرين على الشأن الثقافي والفني في تونس على عدم إعطاء الأغنية البدوية ما تستحق من عناية وأهمية.
ماهو شعورك حين تم تكريمك في مناسبتين يوم 30 جوان 2012 من قبل الدولة الجزائرية ثم من قبل السلط الجهوية بمنطقة وادي سوف مسقط رأسك؟ كان يوم عظيم شعرت فيه بالعزة وبانتمائي إلى شعب أصيل لأنه في تكريم الفنان تكريم لشعب بأسره واعتراف بالجميل لما قدمه لفائدة وطنه العزيز في أي مجال من المجالات الحيوية لاسيما المجال الابداعي والفني لكن ما حز في نفسي هو تجاهل الدولة التونسية لكل الأعمال التي قدمتها في تونس خلال عقود من الزمن فقد كنت أنتظر حركة نبيلة من قبل الجهات المهتمة بالشأن الفني والثقافي في تونس خاصة أنني نشأت وترعرعت في ربوعها.
وفي نفس الوقت التقت «الشروق» السيد بلحسن النقاش مدير مهرجان المدينةالجديدة الذي أفاد بأن المهرجان في دورته هذه يعتبر الأول بعد الثورة وهو يهدف الى تركيز ثقافة واعية تتماشى مع الأهداف العامة لثورة الكرامة كما صرح بأن المهرجان استقطب جمهورا غفيرا من كافة منطقة المدينةالجديدة خاصة من سكان الأحياء الشعبية المحرومة مثل برج غربال والياسمينات وحي الرمانة التي خصتها هيئة المهرجان بالدخول المجاني لبعض الحفلات المبرمجة لاسيما منها سهرة الفنان عبدالله المناعي.