الدموع أنواع أحبها دموع الفرح وأكرهها دموع الفراق ودموع الألم ودموع الخيبة ودموع كسر الخواطر، ودموع البكاء على الأطلال وغيرها وأشهرها خبثا وتحيّلا وغشّا هي دموع التماسيح فهي أخطر الدموع على «من يتعاطف معها ولست أدري في أية خانة أضع دموع السيد وزير التربية تحت قبة المجلس التأسيسي أمام نواب الشعب والمنقولة مباشرة على الفضاء ودموع السيد والي بنعروس أثناء حفل تكرين النجباء من التلاميذ. وحتى لا أظلم الرجلين اللذين «هبطوهم حيار» فأنا لا أشك لحظة في رهافة حسيهما أطلاقا وإن كانا سياسيين والسياسة «بدون أخلاق» حسب أحد أعضاء الحكومة الدائمة مؤقتا السيد الوزير بكى على تسريب مادة العربية في الباكالوريا والسيد الوالي بكى جراء رهافة حسه وهو يضمّ إليه تلميذة فاقدة للبصر وصاحبة معدل مميز في امتحان الباكالوريا (16.32) دموع الرجلين انهمرت في مناسبة إسمها الباكالوريا وبكيت أنا معهما لا لرهافة حسي ولا لرقة مشاعري وإنما لأنني لأول مرة في حياتي أرى مسؤولين إثنين يبكيان في هالة من تصفيق الحضور ماعدا في المسرح والسينما فهل كانت المسألة مسرحية أم سينما ولا أعتقد أن في الأمر تمثيلا ولا حكم لي على النوايا ولو أنني أحسست في تلك الدموع حرارة صدق ولكن لماذا صفقت الجموع؟ وبكيت في غياب الجواب اللهم إلا إذا كانت عيون الحضور قد جفت فبكت أياديهم وهذا «شيء يبكي» لذلك بكيت ولكن مادامت دموع الرجلين السياسين المسؤولين الاثنين قد تساقطت في أمر يعود إلى التعليم أساسا فإني أرى الرجلين قد قصرا باكتفائهما بالدموع في حين أن مسألة التعليم شكلا ومضمونا وبرمجة وتنفيذا وإدارة وصيانة وتجهيزا ونتائج هي كلها «شي يندّب» بالقراش وبجلد القنفود إذا لزم الأمر ما دمنا في زمن «تقليم الأظافر» حتى لا نحك جلدنا بأيدينا وإنما بيد الحاكم إنه «شي ينبدب يا مدب»