مع كل يوم وفصل تتنامى ظاهرة العطش بجهة جندوبة كغيرها من الجهات المحرومة وتكبر مع ظاهرة العطش هذه المأساة والمعاناة في جهة كان من المفترض أن تنعم بخير المياه العذبة التي تحيط بها من كل مكان. منطقة المعاريف من معتمدية جندوبة الجنوبية والتي لا تبعد عن مدينة جندوبة سوى 10 كلم يعيش سكانها الذين يفوق عددهم مائة عائلة العطش. ارتكزت بالمنطقة جمعية مائية ومررت الحنفيات العمومية واعتقد الجميع أن مشكل الماء الصالح للشراب زال بلا رجعة لكنهم تفاجأوا في البداية برداءة نوعية الماء ثم بعد ذلك ضعف نسبة التدفق ليكتمل المشهد القاتم بغلق كامل لهذه الحنفيات ليستفيق السكان على جزء آخر من خدعة المشاريع الريفية ومشروع التزود بالماء الصالح للشراب والذي قدرت تكاليفه بعشرات المليارات.
الجيران أنقذوهم والسلط تجاهلتهم :
سكان منطقة المعاريف وأمام هذا الوضع المقلق وجدوا ضالتهم في جيرانهم وأقاربهم من المناطق المجاورة الذين يزودونهم بحاجياتهم من مياه الشرب وهو حل ظرفي عجل بتنامي مطالبتهم للسلط المحلية والجهوية بالتعجيل بحلول لهذه المشكلة لكن نداءاتهم ومطالبهم لم تجد الآذان الصاغية خاصة والوضع تواصل على ما هو عليه للموسم الثالث كبرت معه المعاناة واتسعت رقعتها.
وقد أكد عدد من الأهالي أن المبررات والتعلات التي يسمعونها من المسؤولين غير مقنعة ومبررة ناهيك أن جميع العوامل تساعد على تمتع السكان بالمياه في أفضل الظروف فالمنطقة قريبة من السدود المزودة للمياه وكذلك تمرير القنوات لا يمثل عائقا في ظل انبساط العوامل الطبيعية بالمنطقة والتي تساعد كذلك على التمتع بمنسوب جيد من الماء في ظل غياب مشكل الضخ.
سكان منطقة المعاريف أكدوا « للشروق « أنهم يلتزمون بتسديد المعاليم عن الاستهلاك وكذلك مد القنوات والعدادات ولا مشكل لهم من هذا النوع وأنه على السلط ومصالح الصوناد الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها حتى تعود المياه لسالف نشاطها ويتم إلغاء دور الجمعيات المائية التي لم ينل منها المواطن غير سوء الحال وأثبتت السنوات ذراوة فشلها. وحتى تعود المياه لتدر على سكان منطقة المعاريف خيرها المنتظر يبقى تدخل السلط ومصالح الصوناد لتطويق الأزمة حتى لا تتنامى الاحتجاجات وتكبر الهوة بين المواطن والمسؤول.