مازالت مسألة التزود بالماء الصالح للشراب لمتساكني جهة جندوبة وبخاصة الأرياف النائية من المسائل المطروحة بجدية والتي تسبّبت في المدة الأخيرة وخاصة بعد الثورة المباركة في تكرّر الاعتصامات والمظاهرات من أجل التزود بمياه الشراب علي اعتبار أحقية أهل الدار بالثروات المائية الهائلة التي انتفع منها الأجوار والمناطق البعيدة الأخرى بعديد الولايات من الجمهورية في حين حرم الآلاف من أهالي جندوبة من هذا الحقّ. هذا الواقع الجديد المتجدّد دفع أهل الاختصاص وفي مقدمتهم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه إقليمجندوبة الى أخذ الموضوع مأخذ الجدّ والتدخل القياسي لوضع حدّ للمعاناة وتمكين الأرياف القريبة والبعيدة من التزود بالماء الصالح للشراب حتى لا تجفّ الحلوق ويموت الزرع وتعطش الدواب التي هي في حقيقة الأمر جزء لا يتجزّأ بحال من اهتمام سكّان الأرياف وجزء أيضا من رزقهم الذي يعني لهم الكثير الكثير. وفي هذا الصدد تمّ تزويد ما يناهز خمسة آلاف عائلة بالماء الصالح للشراب في عديد الأرياف بمعتمديات جندوبة الشمالية ووادي مليز وغار الدماء وطبرقة وفرنانة وعين دراهم وهي أرياف عانت كثيرا من العطش وسوء الحال من أجل الحصول على الماء الصالح للشراب وهذا المشروع الضخم تمثل في تمرير القنوات الى محلات السكنى وتزويد المنازل بالعدّادات. ولئن وجدت بعض الصعوبات في الحصول على عدّادات بسبب النقص الحاصل في الأسواق فإنّ الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه إقليمجندوبة ساعية لتمكين المنتفعين من عدادات في أقرب الآجال رغم ظهور بعض الصعوبات الطبيعية كالجبال ووعورة المسالك وصعوبات الضخّ. مشروع تزويد الأرياف بالماء الصالح للشراب بأهميته قادر على القطع مع الحرمان من الماء ولكن تبقى مسؤولية المواطن في الحفاظ على هذا المكسب وتسديد الفواتير الاستهلاكية حتى لا تعود سياسة القطع والعقوبة الجماعية التي كانت تعتمد في السابق. المواطنون المنتفعون بهذه التغطية أكدوا ل«الشروق» أنهم وبقدر سعادتهم بمشروع تمرير مياه الشرب الى مساكنهم وما من شأنه أن يخلّفه من العطش فإنّهم يتمنون أن تكون التغطية شاملة وتخضع الى مواصفات عالية تخلّص الأرياف من تعلّة صعوبة الضخّ وبرمجية توزيع المياه حسب المناطق وعدد الأيام والساعات المسموح بها لعمل الحنفيات. ملاحظة عابرة: في محاولة «الشروق» للحصول على العدد المضبوط للمنتفعين وكلفة المشروع اصطدمنا بامتناع المسؤولين عن تقديم المعلومة الصحيحة في ظلّ تواجد رئيس الاقليم خارج الولاية لأسباب مهنية والحجّة والمبرّر المقدم هو «ممنوع» وغيرها من الأسباب التي خلنا أن الثورة المباركة حرّرت منها عقول المسؤولين في تأكيد على أن نسائم الثورة مازالت لم تصل بعض الادارات.