يعيش سكان منطقة ماجل الدرج بمعتمدية منزل شاكر من ولاية صفاقس منذ أكثر من 10 أيام تحت وطأة العطش بعد انقطاع المياه على كامل هذه المنطقة الفلاحية التي يقطنها أكثر من 4 ألاف ساكن وتعتبر من أبرز المناطق الفلاحية التي تتميز على وجه الخصوص بتربية الأبقار وإنتاج مادة الحليب. معاناة سكان هذه المنطقة المتمثلة في انقطاع الماء الصالح للشراب تتكرر كل صيف، وتنتج عنها صعوبات وخسائر مادية جمة تتمثل في اضطرارهم لجلب المياه عبر الجرارات الفلاحية من صفاقسالمدينة أو من جهات أخرى على بعد 35 كلم أو أكثر. كما أن الخسائر التي تطالهم تصل حد موت بعض المواشي وخاصة الأبقار عطشا، وذلك علاوة على ما يصيب بعض المواطنين وخاصة ضعفاء الحال من نقص في مياه الشراب الأمر الذي يدفع بالبعض منهم إلى تسول هذه المياه من المركب الفلاحي ببوغرارة المتاخم للمنطقة. «الصباح» تابعت معاناة سكان هذه المنطقة على عين المكان وتحدثت مع بعض سكانها الذين وضحوا جملة الصعوبات التي يتخبطون فيها كل صيف جراء انقطاع المياه وذلك من خلال تحقيق شامل كانت أجرته حول كافة الصعوبات التي يعيشونها وأسباب انقطاع المياه عن الحنفيات. العطش يتهددنا مع حلول كل صيف السيد أحمد الحاجي (فلاح مربي أبقار) أفادنا أن ظاهرة انقطاع المياه على المنطقة يتكرر بشكل دوري طوال أشهر السنة، لكنه يصبح أمرا واقعا مع حلول كل صيف، حيث تجف الحنفيات وينقطع الماء لمدة لا تقل عن النصف شهر ليعود خلال يوم أو يومين ثم يعود للإنقطاع من جديد. و بين أن هذه الظاهرة تتكرر منذ أكثر من 4 سنوات، وهي معاناة يعيشها كامل سكان المنطقة، خاصة وأن مياه « الصوناد» هي المياه الوحيدة التي تتزود بها المنطقة ولا توجد أبار للاستعانة بها في هذا المجال. كما أفاد علي بن عبد القادر (مربي صاحب 50 رأس بقر) أن انقطاع المياه بات يمثل تخوف كافة السكان، ويهددهم مع كافة قطيع الأبقار الذي تتميز به الجهة، وبين أن الاتصالات بالسلط المحلية لا تنقطع في كل يوم، لكن لا مجيب حيث تتكر وعود معتمد منزل شاكر وأيضا « اهتمامات» والي صفاقس يالموضوع لكنها تبقى مجرد كلام لا يغير في شيء من حالة العطش التي تعيشها المنطقة منذ ايام في هذا الطقس الصيفي المتميز بشدة حرارته التي تتطلب اولا وقبل كل شيء توفر الماء للمواطن وللماشية. معاناة يومية للحصول على كميات المياه وفي ظل ما تعانيه الجهة من صعوبات بخصوص انقطاع المياه أفاد عبد الله بن علي (مربي) أن تهافت الفلاحين على أصحاب الجرارات للفوز ليلا ونهارا بصهريج ماء بات يمثل الأولوية القصوى لدى كل فلاح. و أكد أن أصحاب الجرارات باتوا يعملون ليلا ونهارا طوال هذه الأيام لتأمين حاجيات السكان من المياه سواء لشرب المواطنين أو لحاجيات قطيع البقر الذي يعيش حالة عطش شديد جراء انقطاع المياه واشتداد الحرارة. و بين عبد الله بن علي أن هذا النقص المسجل في المياه قد إنعكس على مردود الأبقار الحلوب بشكل ملموس في وقت تسعى فيه البلاد إلى تأمين أكثر ما يمكن من مادة الحليب. وأبرزت هادية بن عامر ( مربية) أن هذه الأيام العصيبة التي عرفت فيها منطقة ماجل الدرج انقطاع المياه باتت تمثل تخوف الجميع وتهددهم بخسائر في قطيع الابقار الذي يمثل المورد الأول واليومي لكافة سكان الجهة، حيث إن كل العائلات تعيش علي تربية الأبقار وعلى الدخل اليومي الذي يتوفر من الحليب. وأبدت تخوفها الشديد من تواصل انقطاع المياه، خاصة أمام صمت السلط المحلية بمعتمدية منزل شاكر وعدم اكتراث السيد والي صفاقس رغم ما يجري من اتصال يومي يها. «الصوناد»: رب عذر أكبر من ذنب وحول أسباب انقطاع المياه وتدخل شركة توزيع المياه لإرجاعه أفادنا علي بن عبد القادر ( مربي ) أن الشركة قد تلكأت في ذلك واعتبرت أن مياهها الموزعة على المنطقة موجهة اساسا لشرب المواطنين وليس للحيوانات أي الأبقار، وبينت في ردها على المواطنين الذين توجهوا لها أنها عير مستعدة لتزويد الجهة بالمياه لاستعمالها في ري الابقار, و بين في هذا الجانب أنه أمام غياب موارد مائبة أخرى من الآبار مثلا فإن المربين بالجهة اضطروا لاستعمال مياه الشرب في سقي قطيع الأبقار، وبين أنهم ما داموا يسددون معاليم المياه دون تأخر فأين هو الضرر، وعلى ما تعترض شركة توزيع المياه؟ و أبرز من ناحية أخرى أن هذه المياه التي يستعملها المربون بالجهة لا تذهب هدرا إنما تعتمد في جوانب تنموية وحيوية أيضا وأن الجهة تزود الولاية بل البلاد بما لا يقل عن 10 أطنان من الحليب يوميا لذلك من حق الفلاحين الحصول على المياه وبالقدر الذي يسد حاجتهم منها. كما بين أنه إير بعيد عن الجهة تمر قنوات مياه الشمال التي تتمتع بها مدينة صفاقس ويعتمدها سكانها في برك السباحة وهو أمر يتنافي والتوزيع العادل للمياه على الولاية إذ مازالت جهات ريفية عديدة بالولاية تعاني من نقص المياه. حلول جذرية لتزويد المنطقة بالمياه و في حديث حول فك العزلة على المنطقة وتزويدها بما يكفي من المياه أجمع مربو الجهة أن الإمكانيات متوفرة وذلك باستصلاح بئرين عموميتين بالمنطقة وتجهيزهما بمحركين وهما بئر «بوزويته» و « الحاج نصر» وذلك لاستعمالهما في ري قطيع الأبقار . كما أفادوا بأن تزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب يمكن تقوية تدفقه عبر المركب الفلاحي ببوغرارة ، أو فتح قناة أخرى عبر القناة الرئيسية التي تمر غير بعيد عن المنطقة باتجاه مدينة صفاقس. و خلافا لهذين الحلين دعا بعض الفلاحين إلى أمكانية حفر بئر عميقة يمكنها أن تزود كافة المنطقة بما يكفي من المياه، واعتبروا ذلك إمكانية يمكن القيام بها خاصة وأن الجهة لم تنل نصيبها من التنمية الجهوية التي وضعتها الحكومة الحالية.