كالعادة كانت الأحداث السياسية وأطوار الحرب العالمية الثانية محور النشريات والجرائد التونسية يوم 09 رمضان 1363، الموافق ليوم 28 أوت 1944. لكن جريدة «النهضة» (محور اهتمامنا في هذا العدد) اهتمت ككل خميس بالفن والثقافة والتربية والتعليم.
وكانت المقالات، في هذا العدد إما تحليلية أو في شكل بطاقات بأقلام أسماء خلّدها التاريخ.
ومنها اخترنا لكم مقتطفات من مقال عن قضية الجامعة التونسية، بقلم الأستاذ عثمان الكعّاك واستهلّ المقال بما يلي: «قد بيّنا في بعض فصولنا السالفة أن التونسيين، أسسوا جامعة قرطاجنية منذ 18 قرنا، فهي من أقدم جامعات العالم وأهمها وأوسعها نطاقا وأعظمها إيرادا، وبينا بعد ذلك أن الجامعات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي هي أيضا من تأسيس التونسيين، فجامع الزيتونة أسسه عبد الله بن الحجاب سنة 144ه وجامع القرويين بفاس أسسته فاطمة أم البنين القيروانية سنة 255ه، والجامع الأزهر بالقاهرة أسسه المعز لدين الله الفاطمي الخليفة العبيدي بالمهدية سنة 365ه.
وعلاوة عن هذا فإن التونسيين قد أسّسوا المعاهد العلمية الكبرى بصقلية وإيطاليا، وخصوصا جامعة سالون التي كانت من أهم الدواعي إلى ظهور النهضة الأوروبية في القرون الوسطى وإني أرى الآن الكثير من المعترضين الذين دأبهم الانتقاد والذين لا يؤمنون بمجد التونسي والذين يفتون في السواعد ويدعون إلى الهزيمة في القيام وفي المساء يقولون:
وما يجدي افتخارك بالأوالي إذا لم تفتخر فخرا جديدا
...والفخر الجديد هو أن بتونس من معاهد التخصيص الآن ما جعلها كعبة العلم في بعض الدوائر الاختصاصية هناك(...) والغرابة في كل هذا هو أن لنا معاهد تخصيص وليست لنا كليات بتمام معنى الكلمة ومن الواضح أن معاهد التخصيص أعلى من الكليات وأوسع دائرة وأهم شهرة وأدق مبحثا وأرقى تعليما... هذه إذن مقتطفات من مقال الأستاذ عثمان الكعاك، مقال دعا فيه إلى تطوير الجامعة التونسية.
وللشعر نصيب
وبالإضافة إلى مقال الأستاذ عثمان الكعاك تجدون مقال الناقد المسرحي حسن الزمرلي متحدثا فيه كاتبه عن إنشاء «معهد التمثيل» ودعا إلى اختصاص كل جمعية بأنواع معيّنة من التمثيل، ومطالبا المعلمين بتوجيه عناية نحو التمثيل المدرسي، كما أوردت «النهضة» في عددها ذلك عناوين أخرى على غرار التعاون بين الاباء والمعلمين، وفي ركن «عادات وتقاليد» كتب محمود خروف مقالا عن «الزواج بصفاقس».