مثّل يوم 05 رمضان 1363ه، الموافق ليوم 24 أوت 1944م، يوما استثنائيا، فحتى الحفلات بدأت والتهاني تهاطلت على المقيم العام، ومنها التهاني الرسمية التي تقدّم بها سمو الباي في تلك الفترة. الخبر السعيد الذي تداولتاه جريدتي «النهضة» و«الزهرة» تحرير العاصمة الفرنسية باريس من طرف القوات الفرنسية الداخلية، خبر جاء في بلاغ خاص أصدره الجنرال كونيغ لكن التركيز على مثل هذا الخبر اختلف من جريدة الى أخرى، ف«النهضة» تعاملت معه كخبر مهم فحسب بينما «تفننت» «الزهرة» في الاحتفاء به وخصصت لعنوانه عرض الصفحة كاملا، وأوردت في نشرها للخبر العنوان التالي: «باريس! عاصمة النور والحرية تتخلص من احتلال الغاصب بأيدي أبنائها الأحرار المخلصين». ابتهاج بالمكتبة الوطنية
من جهة أخرى نشرت «الزهرة» خبرا ابتهجت له الأوساط الثقافية في تلك الفترة، وهو نبأ انتخاب العلامة الكبير، الاستاذ عثمان الكعاك لإدارة القسم العربي من المكتبة الوطنية.
فتحية خيري في الكافيشانطة
في اليوم الخامس من شهر رمضان 1363ه، بدأت الأوضاع تتحسن نحو الافضل، وبدأت الجرائد تهتم أكثر بالفن والموسيقى خاصة فتجد اعلانات من قبيل «ابتداء من اليوم وطيلة شهر رمضان المعظم تحيي صالة الفتح بنهج باب سويقة حفلات غنائية رائقة تحت رئاسة فخر الطرب بشمال افريقيا السيدة فتحية خيري» على تخت شباب الفن للأساتذة علي السريتي وقدور الصرارفي وصالح المهدي ومشاركة المنولوجيست الفنان صالح الخميسي».
من جهة أخرى تجد في نفس الصفحة بجريدة الزهرة اعلانا في أعلى الصفحة على اليسار عن سهرة الفنانة شافية رشدي تخت منتظم برئاسة سيد شطا بمقهى الجزائر بباب سويقة.