يعد الجامع الكبير من أبرز المنارات المعرفية والمدارس الدينية التي درس فيها علماء مشهورون واحتضن في فترة ما الفرع الزيتوني للتعليم بالجهة. وفي هذا الصدد جاء في احدى الدراسات المعنونة بمساجد بنزرت عمارة ووظيفة ضمن احدى النشريات الصادرة عن جمعية صيانة المدينة ان هذا الجامع مثل معهدا مرموقا فضلا على كونه منبرا لخطبة أسبوعية وتولى الإمامة بها في يوم الجمعة أهل الذكر.. وممن مسك إدارة الفرع الزيتوني به الشيخ مختار الدلالي المدرس الخطيب... وذلك في حدود عام 1945 م بعد اصلاح التعليم على يد العلاّمة الطاهر بن عاشور حيث الحقت الدروس بالفروع.
وقد شيد هذا الجامع عام 1652 بالقرب من رصيف المرسى القديم وامتاز بطابع محلي في البناء وهو من أجمل المساجد بالمدينة. وتعود أصول الشيخ مختار الدلالي الذي جمعته علاقة مميزة بأهالي بنزرت ولاسيما بتلاميذها وشيوخها الى منطقة الروحية بالقصرين حيث ولد ثم هاجر وعائلته الى ليبيا.
وقد انخرط بالجامعة الزيتونية فور عودته الى تونس من جديد وقد تحصل على شهادة التطويع في سن الرابعة والعشرين. وجاء في احدى التعاريف عن دورية بنزرت عبر التاريخ لسنة 2000 ان هذا الشيخ الفاضل تقلب في وظيفة عدل اشهاد بحاضرة تونس واتصل في الأثناء ببيوت العلم وآثر الانصراف للعمل كموظف بدار القايد بماطر ثم بنزرت. وقد تعرف في الاثناء على أهالي الجهة واعيانها ولما جرى اصلاح التعليم الزيتوني سنة 1364ه 1945م عين الشيخ مختار الدلالي مديرا لفرع بنزرت.