يُعدّ الشيخ «مختار الدلالي» من أبرز المربين والخطباء الذين ما تزال الأجيال تأتي على ذكرهم إلى الآن كموسوعة ثقافية لا تنضب... ويشير الباحث في علم التاريخ الأستاذ محمد الصالح الوسلاتي ضمن دراسة نشرتها جمعية صيانة مدينة بنزرت عام 2000 أن تلاميذه إلى الآن يذكرون موسوعيته الثقافية خاصة في البلاغة... ويقول فيه بعض ممّن عرفه على غرار الشيخ ابن عثمان أنه كان خطيبا متمكنا أفاد الناس لمدة تزيد عن العقدين... والشيخ مختار الدلالي أصيل ماجر من ولاية القصرين وقد وُلد بالروحية قبيل انتصاب الحماية الفرنسية. وقد حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ العلوم العربية والفقهية في ليبيا فور مغادرة عائلته التراب التونسي خوفا من بطش المستعمر... وتفيد بعض الدراسات ذات الصلة أن هذا الأخير انخرط فيما بعد في التعليم الزيتوني بتونس بعد عودته بمفرده حيث يشير الأستاذ محمد الصالح الوسلاتي أنه قد قرّر التخلص من زيجة إحدى قريباته فكتب رسالة اعتذار وأمنها لدى أمه ودخل التراب التونسي... وقد حصل فيما بعد على شهادة «التطويع» وشغل عديد الخطط منها عدل إشهاد بتونس ثم في حدود 1913 شغل بماطر من ولاية بنزرت موظف بدار القايد حيث تعرف على أهالي وأعيان المدينة ومنهم المرحوم عبد الرحمان اللزام وحمودة بوقطفة وفي هذا الصدد يفيد الباحث محمد الصالح الوسلاتي أن الشيخ مختار الدلالي عين مديرا لفرع جامع الزيتونة ببنزرت... وقد أجمع من عرفوه عن كثب أن دروسه كانت ثرية يتبحر فيها مع التزام الدقة والمنهجية... وبأنه إذا خاض في علوم اللسان الغربي والاداب تأكد السامع أنها اختصاصه الأول... وإذا جال في علوم الشريعة انطبع في ذهنية منصتيه أنه فارسها بلا منازع... كما أن الشيخ تولى الخطابة بالجامع الكبير التي لاقت بدورها استحسان المصلين لبلاغته وطيب حديثه.