زمن الاستعمار الفرنسي لم تكن هناك راديوهات أو أجهزة تلفاز الا لفئة قليلة جدّا والملقبون انذاك بالفئة البورجوازية أما من هم من الطبقة الشغيلة او بالأحرى ضعاف الحال فإن صومهم أو افطارهم يكون بالمناطق الريفية والنائية حسب إشعال النار او حسب أحد المراسلين الذين يتم ارسالهم الى أقرب مدينة لاستكشاف والتثبت من الرؤية. ففي أحد مناطق جنوب ولاية سليانة حدثنا أحد الشيوخ ويدعى الحاج عبد الله بن بلقاسم عن أحد الطرائف التي جدّت له ولبقية الدوار الذي يقطن به بأنه تم سنوات الاربعينات ارسال أحد شباب المنطقة لاستكشاف حلول عيد الفطر المبارك فامتطى فرسا واتجه نحو مدينة «الربع» وعند منتصف الطريق اعترضه من بعيد أحد المعمرين الفرنسيين وهو يدخن سيجارة فترأى له وكأنه احد العملة التونسيين لحضيرة هذا المعمر فاختصر المسافة وعاد أدراجه ليخبرنا بأن هذا اليوم هو يوم عيد الفطر المبارك ففطر الكبير قبل الصغير ابتهاجا بحلوله لكن عند العشية حل أحد الضيوف من منطقة «الربع» لينزل ضيفا على أحد أقاربه فاستغرب من إفطار كامل العشيرة وبعد ان تم قصّه للحكاية قال بأن من رآه المرسول بالضيعة هو أحد المعمرين وان عيد الفطر تزامن مع يوم الغد.