تتميز جهة جندوبة بكثرة الموارد المائية التي شكلت مائدة مائية هامة وقع الانتفاع بها بطرق مختلفة من ذلك البحيرات الجبلية التي يفوق عددها بالجهة 30 بحيرة، وهذه الثروة الطبيعية لابد من المحافظة عليها وحسن استغلالها. كان الاعتقاد سائدا أنه سيتم استغلال البحيرات الجبلية أحسن استغلال فتتغير معها عدة أشياء خاصة من النواحي الفلاحية والاجتماعية. استغلال البحيرات الجبلية كان متواضعا خاصة من سكان المناطق الريفية وذلك لعدة أسباب في مقدمتها وعورة الأراضي القريبة من البحيرات وكذلك غياب الدعم من طرف الدولة ليتمكن الفلاح من استغلال الأراضي القريبة في ظل ارتفاع تكلفة وسائل الري وتجهيزاته هذا إضافة لتواضع المساحات الفلاحية والتي لا تتجاوز الهكتار أو الهكتارين في أفضل الأحوال وهي جميعا عراقيل وصعوبات حالت دون الاستغلال المتواضع حينا والغائب أحيانا.
قلة استغلال البحيرات الجبلية وغيابه أحيانا لا ينفي بحال بعض التجارب الرائدة في الاستغلال لكن لم يتم النسج على منوالها واتخاذها أنموذجا يقتدى وفي هذا السياق تتصدر تجربتا بحيرة جنتورة من معتمدية فرنانة المرتبة الاولى حيث عرفت حسن استغلال خلال بداية تشييدها نهاية الثمانينات من القرن الماضي و جادت على مستغليها بالكثير وتغير معها الوضع الفلاحي بالجهة تغيرا شاملا كما وكيفا وكذلك نفس الشيء بالنسبة للبحيرة الجبلية سيدي العربي من معتمدية وادي مليز والتي كان لها نفس مردود بحيرة جنتورة لكن التجربتين سرعان ما أقبرتا بعد سنوات لغياب الدعم والتشجيع.
من المفارقات الصعبة في المسألة أن البحيرات الجبلية التي كان يعتقد أن تغير المشهد الفلاحي بالجهة عامة وبالمناطق التي شيدت فيها خاصة تحولت الى غول مرعب بفعل الخطر الذي سببته عند تحولها صيفا الى مكان للسباحة عند الأطفال والكهول وكم من ضحية راحت بلا رجعة أثناء السباحة كما أن إمكانية فيضانها شتاء وغمرها للمنازل القريبة منها كانت خطرا من نوع آخر وهي عموما تحولت من حلم تنموي جميل إلى خطر ورعب يقلق النفوس.
خطة جديدة للاستغلال
مصادر من مندوبية الفلاحة بجندوبة اكدت ان الإدارة تعكف على وضع خطة لحسن استغلال البحيرات على النحو الأفضل من خلال تشجيع المنتصبين وتمكينهم من دعم في التجهيزات الفلاحية السقوية وكذلك فرص التمتع بقروض فلاحية هذا مع تسليط توجيهات وإرشادات حول طرق الانتصاب والمشاريع الفلاحية الممكنة مع المتابعة والدعم المادي والمعنوي للفلاح ليقبل على النشاط في ظروف مريحة تؤدي في النهاية لتطوير نمط الاستغلال وتحسين الإنتاج وتنوعه.