عادة ما يقبل الاطفال على محاولة الصوم في رمضان وكثيرا ما يشجعهم الكبار على ذلك لكن بشروط لحماية سلامتهم وصحتهم. دون سن العاشرة لا ينصح بالسماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام تقريبا بصيام شهر رمضان كاملا، فالهدف من السماح للأطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفرائض والقيام بالعبادات وليس اسقاط الفريضة، خصوصا عند الحديث عن أطفال السادسة والسابعة، فهم قد لا يجدون في أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر، الا أنهم يصرون على استكمال الصيام حتى لا يكونوا من «المفطرين»، لذا لابد من توجيههم بشكل سليم، والسماح لهم بصيام بعض أيام الشهر. خياطة الأيام يمكن استعمال طريقة خياطة الايام حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر، ليتناول الطعام والشراب طوال فترة ما قبل العصر، ومن ثم يستكمل الصيام حتى المغرب، ويجتمع مع أفراد العائلة وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار، فيستحق الجلوس الى المائدة الرمضانية. أما عن الأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر فلا ينصح الاطباء بالسماح للطفل بالصيام الكامل طوال ساعات النهار، بل التمهل حتى يبلغ عمرا يمكن له أن يصوم بعده بضعة أيام من الشهر المبارك، فنتجنب بذلك تعريض الطفل لعواقب صحية غير مأمونة.
اختلاف القدرة على الصوم
قدرة الأطفال الذين ينتمون الى نفس الفئة العمرية على الصيام تتفاوت تبعا للعديد من العوامل مثل بنية الطفل، حالته الصحية، وفي أي من أوقات السنة تصادف قدوم الشهر الكريم فصيام رمضان خلال فصل الصيف يترافق ونقص السوائل في أيام الحر، مما قد يعرض الطفل للجفاف، كما أن قدوم رمضان في أيام البرد القارس، يزيد من حاجة الطفل الى تناول الطعام والاستعداد للصيام بتناول وجبة سحور جيدة، وذلك نتيجة لارتفاع معدل الاستقلاب في الجسم لخلال تلك الفترة بسبب البرد.
ارتجاف الأطراف
تزامن قدوم شهر رمضان الحالي مع هذا الوقت من السنة، يعد أمرا صعبا على الصائمين خصوصا الصغار منهم، على تحمل ساعات الصوم بسبب درجات الحرارة المرتفعة والطقس الحار الصيفي في هذه الفترة.وعن أبرز المشكلات التي قد تواجه الطفل خلال ساعات الصوم، نوه الاختصاصي بطب الاطفال، الى أهمية انتباه أولياء الأمور لأي علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير عند الطفل مثل ارتجاف الأطراف أو بدء تأثر إدراكه (الوعي) لما حوله، ما يعني وجوب «تفطير» الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية مثل صدمة نقص السكر.كما ان علامات اصابة الطفل بالجفاف تشير الى ضرورة اعطاء الطفل السوائل، واقناعه بأنه سيستأنف الصيام في اليوم التالي. من جانب آخر حذر المختصون، من السماح للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة بالصيام طوال ساعات النهار، مثل مرضى الربو، إذ قد يصابون بالجفاف بسبب نقص السوائل، فيؤثر ذلك في حالتهم الصحية، كما أن السماح للاطفال من مرضى السكري النوع الاول بالصيام، قد يهدد صحتهم.
اضطرابات معوية
ويبين الطبيب أن الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن، يملكون الفرصة للتقليل من أوزانهم خلال فترة الصيام، ولا يتم ذلك الا عند التنبه الى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الافطار، معوضين بذلك ما فاتهم من الوجبات في وجبة واحدة. كما ينبه الى أهمية مراقبة مستويات السكر عند المصابين بالسكري من النوع الثاني من تلك الفئة من الأطفال، حتى لا يتعرضوا لمخاطر نقص السكر.