إن المتجول في اغلب المحطات المخصصة للنقل الجماعي العمومي يلاحظ دون عناء حالة الفوضى والانفلات الشامل الذي تعيشه تلك المحطات والتي جعلت على الورق لخدمة المواطن ومساعدته على توفير وسيلة نقل مريحة تعود به الى مسكنه وتقله الى مقر عمله أو غير ذلك من الأسباب. هذه المحطات سواء منها الخاصة بالحافلات أو سيارات اللواج أو التاكسي صراحة باتت نقاطا سوداء لا يجادل فيها أي عاقل، ومن يدعي غير ذلك فاما انه يعيش في كوكب اخر أو هو من جماعة «تغطية عين الشمس بالغربال» فاينما تحولت أو زرت محطة من تلك المحطات فانك تقف على حجم «الدمار» الذي تشكله للمواطن الحريف تلك الفضاءات ومنها محطة النقل المحاذية لمحطة الارتال وكذلك محطة جرزونة وكل محطات التاكسي بالمدينة واشهرها طبعا في الجانب السلبي مع الاسف محطة التاكسيات المحاذية لسوق الشيخ ادريس هذا بالاضافة الى محطة رصيف طارق بن زياد وغيرها كثير، كل تلك المحطات تعيش ودون إفراط في التشاؤم والوصف السلبي حالة تدهور على جميع المستويات سواء منها على مستوى البنية الاساسية أو التنظيم الهيكلي والمروري أو ايضا الواقع الاخلاقي ونعني به الاجواء المجتمعية المسيطرة عليها وهو نتاج طبعا لبقية الظروف، ظروف اقل ما يقال عنها إنها مزرية ولا تشرف أي مواطن بنزرتي بالمرة فالتسيّب المروري في القمة ونوعية الخدمات في «الحضيض» والمرافق تكاد تكون منعدمة إلا ما ندر أو مثلما يقال في عالم الدراسة «مستوى عشرة الحاكم، فهل تتدخل الجهات المعنية وتتجاوز اللغة الفئوية والحسابات الضيقة وتفتح الملف بكل جدية .