في الكتب التراثية عن الصيام وفوائده الصحية والخلقية والنفسية انه يقوّي المعدة لأنها تستريح طول النهار من ادخال الطعام والشراب فيها مدة شهر كامل، وانه يعوّد الانسان الصبر على تحمل المكروه لأن الصائم يصبر على ترك الطعام والشراب طول النهار، وأنه يبثّ في نفوس الصائمين الأمانة والحياء لأن الصائم لا رقيب عليه الا الله فيستحي من ارتكاب المعاصي لعلمه ان الله مطّلع عليه. قال شاعر مضمّنا كلمتين عاميتين: ليس معنى الصيام لو كنت تدري جوْعة ثم أكلة عمْياني بل يصومون حمية للتداوي إن في الجوع صحة العيّان
وعن الجوع قال لقمان لابنه: يا بنيّ إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرس لسان الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وقال سهل التستري وهو من أئمة التصوّف: وضع العلم والحكمة في الجوع ، وجعل الجهل والمعصية في الشبع يعني ذلك الأكل حتى البشم والإسراف فيه خاصة في رمضان. ومن وصايا جالينوس الطبيب: الأكل الكثير يورث نفخ البطن والبشم وتخفيف الدماغ والإضرار بالجسم ويورث الهرم.
وورد في «كشّاف» الزمخشري قول في مجلس الخليفة هارون الرشيد: جمع الله سبحانه الطب كله في نصف آية، وهي قوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} (الأعراف: 31) وجمع الرسول الطبّ كله في ألفاظ يسيرة وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.
ومما قاله العالم ابن قرّة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلّة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام.
ومن أقوال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه في باب آداب الأكل والشرب: ارفع يدك من الطعام وأنت تشتهيه. وفي المثل: نحن نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل. لذلك يستقبح الإسراف والتبذير في إعداد الموائد الرمضانية وهو مما يدلّ على شراهة وجشع.