أوغلت في القدم حتى صارت تاريخ أجداد اكتسب مهاراتها الأحفاد أجيالا عبر أجيال حتى صارت حرفة أتقنها الشبّان وامتهنها الفتيان والفتيات على حد سواء.. إنها صناعة الفسيفساء بالجم. والفسيفساء فنّ جميل وعريق وموغل في القدم.. أُغرم بتزويقه ونقشه شباب منطقة الجم. فمنذ القدم دأب الآباء والأجداد على التّعامل مع هذا الفنّ والتّمرس عليه شيئا فشيئا مستغلّين في ذلك عراقة هذا الفن عبر التاريخ في مدينة الجم. وقد اتجهت العديد من عائلات المنطقة إلى اختيار امتهان هذه الصّنعة لسنوات طوال مساهمة في توفير مئات الشغل لمواطني جهة الجم.
أماني إحدى الحرفيات في فن الفسيفساء تقول إنّها امتهنتها منذ سنوات للضّرورة من أجل توفير موطن شغل لها ثمّ سرعان ما تحوّلت علاقتها بهذه الحرفة إلى رفيقة مشوارها وموطن إبداع وفنّ بالنّسبة إليها. فبداية بعملية قصّ القطع الفسيفسائية مرورا بتمثّل المنتوج أو الرّسم إلى حدود التّركيب والتّنسيق يتولّد الإبداع وتنتج القطعة بكل حرفيّة وإتقان، لذلك ما تنفك هذه الحرف تجمع حولها شباب وشابّات الجهة ما جعلها الأشهر في المنطقة والأكثر استقطابا لليد العاملة. الإبداعات في فن الفسيفساء التي صنعتها أنامل أجيال المنطقة ولّدت لوحات فسيفسائيّة عالميّة نادرة تأثّثت بها أروقة المعالم الأثريّة بالجم من قصر الجم إلى دار أفريكا إلى المتحف الأثريّ فكانت الأندر والأجمل والأكثر جلبا للنّاظر والسّائح العالميّ.