اعتبر المنسّق الوطني لاتحاد المعطلين عن العمل سالم العياري، أن الامر الصادر مؤخّرا حول الاحكام الاستثنائية للانتداب بالقطاع العمومي يعدّ أكثر ظلما من «الكاباس» ومما كان معتمدا في النظام السابق. ذلك أن أوسع فئة مستفيدة من الانتداب المباشر ستكون لفائدة المنتفعين بالعفو العام (علما وأن 80٪ منهم من حركة النهضة).
وأضاف العياري أنه وفق عملية حسابية بسيطة سيكون عدد المنتدبين من هذه الفئة تناهز 9 آلاف شخص وإذا ما أضفنا إليهم الانتدابات المباشرة المخصصة لفائدة فرد واحد من أفراد كل عائلة من عائلات شهداء وجرحى الثورة... وأبناء العائلات المعوزة فإن عدد المنتدبين مباشرة سيصل الى نحو 12 ألف شخص، مما يعني أن عدد البقاع المتبقية من 25 ألف انتداب في الوظيفة العمومية لن يتجاوز 13 ألف مقعد سيخصص 7 آلاف منها لحاملي الباكالوريا ودون ذلك (شرطة وديوانة...) ولن يبقى لأصحاب الشهائد سوى 6 آلاف مقعد 70٪ منها ستخصص للأكبر سنا. و30٪ المتبقية في اطار مناظرة مفتوحة للخريجين الجدد والقدامى.
وأضاف العياري أن عدد العاطلين من أصحاب الشهائد قفز بعد نجاح 70 ألف مترشح للباكالوريا هذا العام الى 315 ألف حامل شهادة جامعية مما يعني أن كل مقعد يتنافس عليه نحو 58 شخصا.
ولاحظ أن عدد العاطلين تجاوز في تونس مليون عاطل ولا يخصص لهم في الوظيفة العمومية سوى 25 ألف مقعد ثم يصاغ قانون جائر للانتدابات الاستثنائية لصالح فئة ستستفيد أيضا من التعويضات كلها مظالم جعلت المعطلين يخططون لتحركات قوية خلال شهر أوت في الجهات والعاصمة وتتمثل في نزولهم مجددا الى الشارع خاصة وأن الحكومة الحالية استمعت الى مقترحاتهم لكنها صاغت الأمر وفق رغباتها. ولصالح المنتمين الى حركة النهضة. وتساءل محدّثنا لماذا ترك الباب مفتوحا لرئيس الحكومة لتحديد نسب الانتدابات الاستثنائية لكل فئة (عائلات الشهداء وجرحى الثورة والمستفيدين بالعفو العام...) ولماذا لم تشكل لجان مختصّة لتحديد هذه النسب خاصة وأننا نعيش مرحلة استثنائية وحتى لا يتحوّل التشغيل الى محاباة من جديد.
حلول
ولاحظ العياري أن أوسع فئة متضررة من البطالة هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة إذ يصل عددهم الى نحو 68 ألف معطّل وكان بالامكان ادماجهم في الوظيفة العمومية خلال سنتين لأنهم يعدّون فعلا أولوية.
وتساءل كيف يتم قبول فئة من المترشحين للوظيفة العمومية عبر الكفاءة واجراء المناظرة في حين يلغى هذا الشرط مع الفئات الاخرى مما يلغي مسألة العدالة بين كل فئات الشعب.
وختم بأن العام يكاد ينتهي والمعطلون ينتظرون منذ أشهر فتح المناظرات في الوظيفة العمومية التي عقدوا عليها آمالا كثيرة لكن كل مرّة كانت المواعيد تؤجل وفي الاخير سيستفيد منها «الموالون للنظام الحالي».