كان شعوري بالمسؤولية وحبي للثأر من كينو وتيمو والوفاء بما وعدت به الرئيس والشعب التونسي هو السلاح القوي لخوض «المعركة» مهما كان الثمن، وهكذا دخلت السباق عازما على الانتصار، وان كان الانتصار في مثل هذه الحالات من الصعب التكهن به لكن كل تلك الدوافع جعلتني ارسم خطة الفوز، فالتجأت الى الحيطة والحذر منذ خط الانطلاق فسايرت المجموعة الأولى معتمدا تجاهل موقف كينو وتيمو اللذين بقيا متحفزين دون مشاركتنا في الكوكبة التي كانت تعد كلارك مارتيناز دوفوفي حتى الكيلومتر الثالث حين ضاعفت نوعا ما من سرعتي لاختبار كينو وتيمو اللذين سرعان ما انطلت عليهما الحيلة «ووقعا في الفخ» واتى تيمو بما عنده من نفس وبقي كينو يعدو بجواري جنب الى جنب وأصبحت المجموعة الأولى لا تحتوي الا علينا نحن الثلاثة وكما يقول المثل «ما بقي في الواد كان حجرو» وبعد أن أوقعتهما في الفخ يجب ان لا أحفر بئرا لنفسي بقيت متحفزا حتى الخمسمائة متر الأخيرة وهنا ضاعفت نوعا ما من سرعتي فتخلف تيمو لكن بقي كينو ملازما لي حتى الثلاثين مترا الأخيرة حين باغته بقفزة لم يحسب لها حسابا أفرغت فيها كلما في جعبتي من زاد». هذه الخطة كما رسمها البطل لحظات السباق دون سابق تحضير وإن كانت تجسمت نجاعتها في تلك القفزة الشهيرة التي لم يجد على إثرها كينو نفسه، تلك القفزة التي توقف لها التاريخ ليخط في سجله وبأحرف ذهبية ذلك النصر المبين.عن كتاب «ركضا من سيدي يعيش الى مونيخ للحسين بلحاج نصر)