تعيش كل مدن سليانة خلال هذه الفترة الزمنية من شهر رمضان المبارك حركية كبيرة بسبب شدة الحرّ التي تفرض الاستنجاد بالمنتزهات أولا، أما السبب الثاني الذي يتفق بشأنه الجميع العدّ التنازلي لموعد عيد الفطر المبارك. هذا الموعد يتطلب هو الآخر مصاريف جمّة تفوق في العديد من الاحيان كاهل رب الاسرة الذي اعيته قفة رمضان المليئة بالشهوات وبالطلبات إذ لا يخلو يوم من دون ان يتفقد ربّ العائلة جيوبه وعدّ امواله لتلبية حاجيات اسرته التي لا تنقطع.
اما في النصف الثاني لشهر رمضان المبارك فإن حسابات رب الأسرة تتغير بوصلتها الى 180 درجة لأن تفكيره لن يصبّ في كيفية ملئ البطون بما لذّ وطاب بل سيستنجد بكل الأدمغة لتفكيك رموز الشهرية (الجراية) وكيفية تلبية رغبات ابنائه انطلاقا من مصروف أعداد اطباق «الحلو» وصولا الى شراء ملابس العيد.
حركية بمحلات الملابس الجاهزة
ازدانت المحلات التجارية للملابس الجاهزة بحلة غير عادية حيث الفوانيس الملونة بكل دكان تقريبا لذلك شهدت هذه المحلات خلال هذه الفترة حركية غير معهودة حيث تكدّست الادباش وخاصة منها المتعلقة بالصغار وتنوعت تلبية لأذواق كل الشرائح العمرية وحتى الاجتماعية منها فنشطت المحلات رغم ارتفاع الاسعار.
و في هذا الصدد يقول السيد سامي تومي الذي وجدناه بصدد الاطلاع على نوعية الملابس وأسعارها إذ تفاجأ بالأسعار المشطة لبعض الملابس مما جعله في حيرة من امره إذ لا يستطيع تلبية حاجيات كل أفراد عائلته وحتى إن قام بذلك فيجب عليه إما التداين لدى صاحب المحل او الاقتراض ومثل الحالتين احلاهما مرّ لذلك فرب الاسرة «لا حول له ولا قوة» خاصة إن كان يصفق بيد واحدة لوحده وعليه اصبح التداين سمة كل موظف تقريبا .
أما السيد لطفي بن صالح وجدناه هو الآخر يناقش صاحب احد المحلات لبيع الملابس الجاهزة لشراء بعض الملابس لابنته التي لم تتجاوز ال10 سنوات من عمرها فأردف قائلا إن دليله احتار من غلاء الأسعار فما ان تلقي نظرة على الاسوام حتى تعتريك دهشة مضيفا انه لا كسائهما بما قل وندر من ملبس لا بد من توفير على الأقل مبلغ 200 د هذا دون نسيان الحرم المصون التي هي الأخرى اشرأب عنقها لشراء فستان مما يعني ان نصف الشهرية ستخصص لشراء ملابس العيد دون نسيان مصاريف أطباق الحلو. ويواصل حديثه بأنه في ظل هدا الغلاء غير المسبوق والذي قضى على ما في جيب رب الاسرة. يتسائل لماذا لم يقع تحديد فترة «الصولد» خلال هذه الفترة رحمة بالطبقة الضعيفة التي أصبحت «تشهق ما تلحق».
تبريرات التجار
دخلنا إلى احد المحلات لبيع الأحذية فوجدنا السيد قيس الدنداني بصدد القيام بعملية البيع تارة والتحدث الى الحريف لتلبية حاجياته فسألناه عن بعض المسائل المتعلقة بهذه الفترة فأردف قائلا بان تجربته في هذا الميدان فاقت ال10 سنوات وما يمكن ان يقال بشأن الحركة التجارية بهذه الصائفة (2012) وخلال شهر رمضان تحديدا ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك فان الحريف يشكو دوما من عدم القدرة على تلبية حاجياته وتغطية نفقاته اللامحدودة والسبيل الوحيد لذلك هو التداين والبحث بالتالي عن تسهيلات في الدفع وبالتقسيط .و يضيف السيد الدنداني ان الأسعار شهدت ارتفاعا غير مسبوق بعد الثورة الشيء الذي يقرّ به كلّ المزودين والمنتجين جراء ارتفاع المواد الأولية (الجلد) المستوردة وتأثرها جراء عدم استقرار الأمن بليبيا باعتبارها معبرا لهذه المادة.
أما السيد كمال النفوطي صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة فيضيف بان السوق عرفت نقصا في إنتاج الملابس جراء غلق بعض المصانع وحرق البعض الآخر مما أثر على الطلب الشيء الذي جعل العديد من أنواع الملابس تعرف قفزة غير معهودة في الأسعار ويضيف بأنه حاول جاهدا إرضاء جميع الفئات الاجتماعية من خلال توفير الملابس الجاهزة للصغار والكبار.