بدأت الحركة داخل المحلات التجارية تكثر شيئا فشيئا مع اقتراب عيد الفطر اذ ينصرف اهتمام العائلات التونسية نحو توفير ملابس لأطفالهم وإدخال البهجة في نفوسهم. كما تشهد هذه الفترة حركية داخل المحلات التي توفر مستلزمات حلويات العيد لكن ماذا عن الكلفة والمصاريف؟ تبدو أسعار ملابس العيد من خلال جولة قامت بها «الشروق» في بعض المحلات التجارية وسط العاصمة مرتفعة وحارقة وأكثر ارتفاعا من أسعار ملابس الكبار، فكسوة العيد بالنسبة الى طفل في سن التاسعة تصل في بعض المحلات الى 100 دينار والسروال يتراوح ثمنه بين 45 و65 دينارا، وسعر فستان الرضع يصل الى حدود 90د والأحذية تتراوح بين 40 و70 دينارا وارتفاع أسعار ملابس العيد بشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان دفع المواطن الى التذمر والاستياء فالسيد سمير الصالحي أب لثلاثة أطفال قال: «تكاليف ملابس العيد تجاوزت 300 دينار واستنزفت ميزانية الأسرة وقد أجبرت على الاقتراض لإدخال البهجة في نفوس الأطفال وحتى لا أحرمهم من فرحة العيد.
وانهم أصحاب المحلات التجارية باستغلال مثل هذه المناسبات للترفيع في الأسعار دون أخذ بعين الاعتبار المقدرة الشرائية للمواطن. واعترف السيد صلاح الدين بالحاج يحيى من جهته بأن أسعار ملابس الأطفال مرتفعة وأضاف: «بعض التجار يحاولون استغلال عيد الفطر ولهفة الأطفال لتحديد أسعار مشطة ومبالغ فيها».
ويكشف السيد شكري محيسن بدوره عن تكاليف ملابس العيد والحلويات، ليقول : «كسوة العيد امتصت ميزانية الأسرة وتركت الجيوب فارغة اذ أجبرت على تخصيص مائة دينار لملابس عيد الأطفال و100 دينار أخرى للألعاب والأحذية.
واضافة الى تكاليف ملابس العيد أعمل على توفير ميزانية في حدود 150 دينارا لشراء حلويات العيد من بعض المحلات الفاخرة التي توفر منتوجات ذات جودة عالية ويتم تحضيرها بطريقة صحية لا غش فيها، واجمالا اعترف السيد شكري بأن تكاليف قفة رمضان وملابس العيد والحلويات تتجاوز هذه السنة ألفي دينار.
من جهتها أظهرت السيدة نجوى بكير الكثير من الامتعاض وهي تتحدث عن مصاريف شهر رمضان والعيد تقول: «أسعار ملابس العيد ومستلزمات الحلويات من حمص وزيت وفرينة وسكر ولوز وغيرها وأثمان ألعاب الأطفال وقفة رمضان في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية مثل اللحم والحوت وارتفاع تكاليف المعيشة تطلب توفير أكثر من ألفي دينار في شهر رمضان لتغطية نفقات العائلة وطلبات شهر الصيام.
لكن هذا لا ينفي ان بعض المواطنين حاولوا التعامل مع تكاليف المناسبات حسب امكانياتهم وسعوا الى الضغط على النفقات فالسيد علي اعترف بأن شهر رمضان تميز هذه السنة بموجة غلاء وأسعار حارقة لمختلف المواد والملابس وحلويات العيد ولكن محدودية دخله دفعته الى التضحية بالحلويات واقتناء ملابس العيد من بعض الأسواق الشعبية التي تعرض سلعا تراعي قدرة المواطنين.
وتجدر الاشارة الى أن أسعار حلويات العيد ببعض المحلات الفاخرة تتراوح بين 30 و50 دينارا بالنسبة للكيلوغرام الواحد من بقلاوة لوز، و15 دينارا بالنسبة لغريبة الحمص وفي المحلات الشعبية تنخفض الاسعار الى حدود 15 دينارا للكيلوغرام بقلاوة لوز وبين 15 و8 دينارات للكيلوغرام من الغريبة. وقد تختلف الأسعار من مكان الى آخر وحسب جودة المنتوج المقدّم.