يذكر الكثير من القراء بلا شك أننا نشرنا في «الشروق» منذ بضعة أسابيع خبرا حول المهاجم النيجيري موسى مازو وما يروجه عدد من «السماسرة» حول وجود اهتمام من الترجي والافريقي بهذا اللاعب. بعض المصادر كانت أكدت ل«الشروق» حينها ان أطرافا محددة تعمدت اذكاء لهيب التنافس على موسى مازو بهدف توريط النادي الافريقي ورئيسه سليم الرياحي الجاهز لدفع المليارات من أجل ارضاء أحباء فريق باب الجديد وقد تم التفطن الى هذه اللعبة وتنبيه المسؤولين الى عدم السقوط في الفخ فيما لم يطرح الترجي على نفسه مطلقا التعاقد مع هذا اللاعب على الرغم من ان بعض المصادر المقربة منه كانت أرسلت إشارات مموهة توحي بأن أن الفريق مهتم بهذه الصفقة.
بالمحصلة اذن الترجي لم يكن معنيا بمازو وعدد من أبناء الافريقي أنقذوا فريقهم من المأزق الذي كان من الممكن ان يقع فيه لو تم التعاقد مع مهاجم لم يعد مرغوبا فيه أوروبيا وامتيازه الوحيد انه سجل هدفا في مرمى المنتخب خلال كأس افريقيا للأمم وأقلق بعض الشيء زملاء كريم حڤي.
حصيلة تتحدث عن نفسها
لم يعمّر موسى مازو في أي من الفرق الأوروبية التي انتمى اليها ولم يكن ذلك الهداف المتميز الا في البطولة البلجيكية وتحديدا في فريق لوكاران حيث بدأت مسيرته في موسم (2007/2008) الذي سجل خلاله هدفا يتيما في 8 مباريات قبل ان تتحسن فاعليته بشكل كبير في الموسم الموالي ليسجل 14 هدفا في 23 لقاء لكن البطولة البلجيكية لا تعتبر مقياسا فهي الاضعف في أوروبا الغربية.
نجاحه مع لوكاران في موسم (2008/2009) جلب اليه أنظار مسؤولي (سي. آس. كا) موسكو الذين تعاقدوا معه فلعب مع الفريق موسما واحدا خاض خلاله 15 مباراة وسجل (3 أهداف) ثم تحوّل الى موناكو في موسمي (2009/2010) و(2010/2011) ولعب في الموسم الاول 18 مباراة وسجل 6 أهداف أما في الموسم الثاني فخاض مباراة واحدة (لعب مع الفريق حتى ديسمبر 2010) وكان رصيده صفرا من الأهداف لينتقل الى بوردو ويلعب معه لمدة 6 أشهر خاض خلالها 15 مباراة وسجل هدفا.
مردوده الهزيل في فرنسا وخصوصا في بوردو حكم عليه بمغادرة الفريق بسرعة ليجد نفسه في موسم (2011/2012) ضمن الرصيد البشري لفريق لومون المنتمي الى الدرجة الثانية ولا ندري كيف لم يتفطن النجم الى ان هذا اللاعب ليس العصفور النادر الذي يبحث عنه خصوصا انه تربطه علاقة وطيدة بمسؤولي هذا الفريق الفرنسي الذي لعب لفائدته المدافع صابر بن فرج علما بأن مازو خاض 15 مباراة مع لومون وسجل فيها هدفين فقط وبالتالي القضية لا تتعلق مثلما يتصور البعض عن سذاجة ربما بغياب صانع الألعاب او اللاعب الذي يوفر الامداد المناسب او كرة على طبق لمازو وانما بتواضع الامكانات الهجومية والفنية لهذا اللاعب ونعتقد ان الفرنسيين وحتى الروس تفطنوا الى هذه الحقيقة بسرعة والدليل ان مازو لم يبق في اي فريق أكثر من موسمين.
في مهب الريح
جاءت مباراة رابطة الأبطال في رادس لتؤكد تواضع امكانات هذا اللاعب حيث لم يشكل اي خطر يذكر على الدفاع البطيء والمتثاقل للترجي والذي تمكن أولمبيك الشلف من اختراقه بسهولة ويمكن القول ان حظوظ النجم كانت ستصبح أفضل بكثير لو لعب لسعد الجزيري لكن الاصابة أعاقت مشاركة هذا اللاعب. من حيث الارقام نشير الى ان صفقة «مازو» تكلفت على الفريق أكثر من مليار كان من الممكن ان تصرف في اعادة دانيالو المفيد جدا للفريق او في القيام بانتداب آخر مؤثر وعدم التورط في صفقة كهذه من شأنها اثقال كاهل الفريق وارباك حسابات المسؤولين.. نرجو ان نكون على خطإ.