اخترنا أن ننقل هذه العبارة كما جاءت على لسان ألان بورت بلغته الفرنسية ساعة تقريبا بعد نهاية مباراة تونس كرواتيا في مكالمة هاتفية جمعتنا به. بين المتحسّر على المرور بجانب حدث تاريخي والسعادة بالمردود الرائع للفريق. توزعت مشاعر ألان بورت مدرب المنتخب الذي أعرب عن امتنانه لتونس قائلا بكل بساطة ولكن أيضا بكل صدق «Merci la Tunisie».. ضمن هذا الجو الخاص حاورته «الشروق» والتقطت الإجابات التالية: سيد بورت! بعد إحرازك مع المنتخب التونسي علي لقب بطل إفريقيا مرتين متتاليتين، ألا تعتبر هذه المشاركة في الأولمبياد بمثابة إنجاز ثالث في رصيدك؟ كنت أحبّذ المرور الى نصف النهائي لكنني فخور بمردود الفريق وأشعر فعلا بأننا حملنا السعادة الى بيوت كل التونسيين رغم الهزيمة وأود بالمناسبة أن أشكر جميع اللاعبين علي هذا الأداء المتميز الذي لا شكّ وأنه سيجلب مزيد الاحترام لدى أوساط كرة اليد العالمية. هل تشعر بأن لك فضلا كبيرا في ذلك؟ بصراحة أعتبر أنني محظوظ جدا بإشرافي على المنتخب التونسي، لقد شاركت مرة وحيدة كلاعب في الألعاب الأولمبية، كان ذلك في دورة برشلونة 1992 وأحرزت الميدالية البرنزية مع المنتخب الفرنسي، وها أني وبفضل تونس أعود الى الألعاب الأولمبية بعد عشرين سنة. الحقيقة أنني ما كنت لأنجح لولا هذا الشغف الكبير لمسته من كافة الشعب التونسي برياضتي المفضلة فإن تقفرّ شوارع المرسى أين أقطن بمناسبة مباراة كرة يد لحساب بطولة إفريقيا، هذا رائع ولا يمكن أن يحدث يوما ما في فرنسا. أيعني هذا أنك مرتاح لظروف العمل بتونس؟ جدا واسمح لي أن أقول «Merci la Tunisie».. لأنني فعلا مدين لهذا البلد بجماله وطيبة مواطنيه وموهبة اللاعبين الذين بحوزتي. أنا فعلا محظوظ بالتعويل على جيلين استثنائيين من اللاعبين (جيل 2005 وجيل 2009).
وصلنا الى بيت القصيد.. هل تعتقد فعلا بعد أولمبياد لندن أنه حان الوقت للاستغناء عن جيل 2005؟
أبدا لو كنت صاحب القرار لن أستغني على أحد منهم وقد لاحظ الجميع أنهم لا يزالون قادرين على عطاء غزير.. ولكن في هذه الظروف يجب أن يعلم الجميع أن صاحب القرار ليس المدرب ولا الاداري وإنما اللاعب بنفسه.. وهنا أريد أن أذكّر بأن بعض اللاعبين كانوا على وشك الاعتزال لما قدمت منذ ثلاث سنوات.
وما الذي جعلهم يتراجعون عن ذلك.. وها إن النتائج متواصلة بفضل أداء اللاعبين المخضرمين أيضا؟
نعم كان هيكل ووسام وعصام مثاليين ولكن اللاعبين الشبان أكدوا أنهم مستعدون لأخذ المشعل.
أعني ذلك أن التشكيلة ستشهد تغييرات جذرية في بطولة العالم المقبلة بعد ستة أشهر من الآن؟
كما قلت لك، بودي أن أحافظ على كامل المجموعة لكنني بحاجة الى بعض الوقت للتحدث مع كل اللاعبين ووضع استراتيجية بطولة العالم بما فيها التشكيلة المحتملة اليوم.. دعني أقول بأن اللاعبين المخضرمين أدوا واجبهم على أحسن ما يرام وأننا ربحنا لاعبين جددا هم جلوز وبنور والعلويني والتومي والبوغانمي. هذا يعني أنك ستجد نفسك أمام مشكل وفرة اللاعبين الجديرين بالانتماء الى قائمة ال16 الذين سيمثلوننا في بطولة العالم بإسبانيا؟ أخيّر أن أكون أمام مشكل وفرة اللاعبين على أن أكون مجبرا على إقحام لاعبين غير جاهزين مائة بالمائة.
سيّد بورت، متى حسب نظرك ستقفز كرة اليد التونسية نهائيا الى أعلى المراتب العالمية؟
ذلك قادم دون ريب شريطة أن تتوفر ظروف أفضل على مستوى المنشآت والتجهيزات والاحاطة صلب الأندية لأنني ألاحظ أن الظروف متفاوتة وأن بعض معاقل كرة اليد بتونس تحتاج الى عناية أكثر لأنها تحتوي على مخزون هائل قد لا يوجد مثيل له في كافة أنحاء العالم، كما أنني أتمنّي أن تتوفر للجامعة أكثر امكانيات ترصد لتكوين الشبان ولتوسيع قاعدة النخبة في سنّ مبكرة.
وعلى العموم ما ينقص كرة اليد التونسية لتثبيت مسارها نحو العالمية يتمثل في بعض الجزئيات لكنها هامة لأن المستوى العالي هو فعلا رهين توفر تلك الجزئيات. أجرى الحديث صلاح بوذينة