عندما لفت انتباهي عنوان المقال للسيد منصف الوهايبي «في المكتبة المدرسية» بتاريخ 27/1/2004 تلهفت لقراءة فحواه بكل شغف لاني مدرك كل الادراك ما للكتاب من دور فعّال وإيجابي في تكوين شخصية الطفل وفي صقل تكوينه اللغوي وحتى التربوي وقد أبدى صاحب المقال تحسّره الشديد لان ابنه التلميذ لم يعثر على كتاب لمصطفى لطفي المنفلوطي وهو في الآن نفسه يأسف لافلاس المكتبات المدرسية لمثل هذه الكتب القيّمة والنفيسة وكأني بالسيد الوهايبي يرمي باللوم الكامل على وزارة التربية والتكوين والتي لم توفر في مكتبات مدارسها مثل هذه الكتب لكن للاسف الشديد يا سيدي وبحكم موقعي كمدير لاحدى هذه المؤسسات التربوية أني لا أنكر أن للكتاب الاثر الطيب والايجابي في تركيبة التلميذ الدراسية وفي المنظومة التربوية ككل وكما يقول المثل السائد: «من لا يقرأ لا يكتب» ورغم أن مكتبة المدرسة والمعهد تزخر بالكتب القيمة والثرية في فحواها للمنفلوطي ولغيره فإن العزوف التام عن المطالعة من قبل التلميذ جعل أغلب هذه الكتب تصبح أشبه بالاوراق النقدية ليست كما وصفها الوهايبي بالوسخة من كثرة الاستعمال بل بالجديدة لقلة استعمالها ومن لم يحرّكه إحساس بالمطالعة والقراءة فلن يحرّكه مشرف أو مدرّس بالمدرسة أو بالمعهد ويبقى هنا دور الولي يا سيدي الكريم فعّالا ليحفّز ابنه بطريقة أو بأخرى لاقتحام باب المطالعة من بابه الواسع رغم أن التكنولوجيا الحديثة من أنترنات وحاسوب وغيرهما قد حدت من طموح التلميذ في المطالعة لان مهما غزت هذه التكنولوجيا من بيوت الاطفال يبقى الكتاب المرجع الاول والاخير في تكوين شخصية التلميذ وصقلها. * نور الدين بوهلال (مدير مدرسة النقر القلعة الصغرى)