تونس الصباح بعد أن تراكم على رفوفها الغبار.. وهجرها التلاميذ.. قررت وزارة التربية والتكوين الاهتمام بالمكتبات العمومية... وسيتم في مرحلة أولى الشروع في تأهيل 50 منها على أن يقع استكمال ما تبقى تدريجيا.. وفي لقاء مع السيد عبد العزيز الجربي مدير البرامج والكتب المدرسية وحسيبة شبيل بن مصطفى رئيسة مصلحة المكتبات المدرسية بوزارة التربية والتكوين، استفدنا أن المكتبات التي تم اختيارها لتنفيذ المرحلة الأولى من برنامج التأهيل لا توجد في المؤسسات التربوية الكبرى والمعروفة فحسب، بل يوجد العديد منها في مدارس اعدادية ريفية صغيرة ونائية. وسيشرع بداية من الثلاثي الدراسي الحالي في تركيز الفضاءات الجديدة بمعدل فضاءين في كل ادارة جهوية للتعليم أحدهما في معهد ثانوي والآخر في مدرسة اعدادية.. وأطلق على هذه الفضاءات الجديدة اسم «فضاءات الموارد والإعلام».. ولن تكون هذه الفضاءات على حد قول السيد عبد العزيز الجربي «مخازن للكتب.. بل نريدها فضاءات جذابة ورحبة... تروق ألوانها الزاهية وتجهيزاتها واضاءاتها و"ديكورها" للتلاميذ وتستهويهم». وسيحتوي كل فضاء حسب التصميم الهندسي الذي اطلعنا عليه مدير البرامج والكتب المدرسية على فسحة للمطالعة فيها طاولات وكراسي مريحة وعصرية، وعلى ركن للعمل التشاركي التفاعلي لانجاز أنشطة متممة للدروس أو أنشطة ابداعية.. كما يحتوي على ركن مجهز بآلة بث فيديو وحاسوب مع كراسي مريحة.. وفي ركن آخر في نفس هذا الفضاء المفتوح نجد حواسب مرتبطة بشبكة الأنترنات وعن طريق ال«الوي.في».. واضافة الى ذلك «سنجد الرفوف الحاملة لمختلف الموارد الورقية أو الرقمية وستكون في متناول التلاميذ، أي أنهم هم الذين سيختارون الكتاب أو القرص الليزري الذي يرغبون في اقتنائه.. ونجد في الرفوف معاجم وموسوعات الى جانب الكتب الجديدة الصادرة حديثا». ويحتوي الفضاء الجديد على حاملات صحف ومجلات مختصة وجديدة.. وقال السيد الجربي «فكرنا أيضا في أن يحتوي الفضاء على تجهيزات سمعية قصد بث موسيقى هادئة بين الحين والآخر لترغيب التلميذ في البقاء في المكتبة». وأضاف «ونريد أن يشرف على هذا الفضاء شخص مختص ومتكون ومتحمس ومنخرط في هذا المشروع ومدركا لأهدافه.. وسيكون له مكتب لائق مجهز بحاسوب يمكنه من توجيه رواد الفضاء ويساعده على التصرف العلمي في محتوياته عن طريق تطبيقة اعلامية متطورة نحن بصدد وضع لمساتها الأخيرة».. ومن التجهيزات الأخرى التي تم التفكير في تركيزها بفضاء الموارد والاعلام، ونجد «موزعا» آليا للمشروبات لتوفير كل ظروف الراحة للتلميذ. أهمية المطالعة.. والمكتبة المدرسية بعد تهيئة فضاءات الموارد والاعلام المبرمجة في مرحلة أولى والبالغ عددها 50 فضاء ستعمل الادارات الجهوية للتعليم على ضبط استراتيجية لتعميم التجربة على جميع المكتبات المدرسية بجميع مراحل التعليم حسب الامكانيات المتاحة... وسترصد للغرض وفق ما ذكره مدير البرامج «أموالا طائلة».. والهدف من كل ذلك على حد تعبيره «اشعار التلميذ بأهمية المطالعة». وتكمن أهمية المكتبة المدرسية حسب قوله في دعم التعلمات في الأقسام نظرا لأن المربي لا يستطيع تقديم كل المعلومات للتلميذ في الفصل، كما أن التلميذ لا يقدر على استيعاب كل ما يقدمه المربي»، كما تتمثل في ترغيب التلميذ في المطالعة لما لها من أهمية قصوى في تحسين مستواه اللغوي وتوسيع أفقه المعرفي وصقل خياله.