ما هو الفرق بين أن يقول السيد لطفي زيتون القيادي النهضاوي بأنه في الليل ينام الناس، وفي الصباح يقومون، وعندما يجوعون يأكلون، وأن الشمس تطلع من المشرق وتغيب في الغرب، أو أن يقول بأن النهضة ستنضمّ الى المعارضة في حال خسرت الانتخابات؟ أليس من البديهي أن من يخسر الانتخابات يتحوّل الى المعارضة، تماما كما هو بديهي أن الشمس تأتي من المشرق، وأن الليل جُعل سباتا، وأن من يجوع يأكل، وأن الظمآن يشرب؟
فلماذا إذن ترديد مثل هذه البديهيات، وما الجديد الذي يمكن أن يصل الى الناس إذا ما خاطبهم المسؤولون بأبسط الأبجديات، وروّجوا لهم ما لا يستحق ترويجا؟
إلا أن الأغرب من كلام السيد لطفي زيتون، هو تعليق السيد راشد الغنوشي على الاعتداء الذي تعرّض له السيد عبد الفتاح مورو عضو مجلس شورى حركة النهضة التي ستتحول الى المعارضة إذا ما خسرت الانتخابات، ذلك التعليق الذي اعتبر فيه الاعتداء على «بيتهوفن» الحركة اعتداء علىكل الشعب التونسي؟
فلماذا خصّ الشيخ رفيق دربه بهذا الكلام الذي تهتزّ له الجبال بينما سكت دهرا عندما كان يتعرّض لأكثر من ذلك العنف مواطنون آخرون ألأن السيد مورو تصحّ عليه قولة رجل كألف؟
أو لأنه قريب من قلب الشيخ؟ أم لأن العنف حلال مع البعض حرام على البعض الآخر؟
لابد في هذه الحالات أي حالات العنف، أن يقع تطبيق ما قاله لطفي زيتون (أيضا) في تعليق على ما يجري في ولاية صفاقس، حيث ذكر بأنّ هناك توصيات صارمة (والتوصيات لا علاقة لها بالتعليمات لغويا على الأقل) بأن لا يتنازل القضاء (المستقل) في تعامله مع التجاوزات تحت أي ضغط من أي جهة كانت! ويا ليت هذه التوصيات تطبّق في قضايا العنف المختلفة، وذلك ما دامت النهضة في الحكم وقبل أن تتحوّل الى المعارضة في حال خسرت الانتخابات. بقي السؤال حول مصير الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، هل تراه يرضى بالخروج من قرطاج إذا ما خسرت النهضة الانتخابات؟